خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًی [1] وَ حَرَماً عَلَی غَیْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا [2]
لِجَلاَلِهِ.
رأس العصیان
وَ جَعَلَ اللَّعْنَهَ عَلَی مَنْ نَازَعَهُ فِیهِمَا مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِکَ مَلاَئِکَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ لِیَمِیزَ الْمُتَوَاضِعِینَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَکْبِرِینَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُیُوبِ إِنِّی خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِینٍ فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ فَسَجَدَ الْمَلائِکَهُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاّ إِبْلِیسَ اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِیَّهُ فَافْتَخَرَ عَلَی آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَیْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِینَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَکْبِرِینَ الَّذِی وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِیَّهِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِیَّهِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ أَ لاَ تَرَوْنَ کَیْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَکَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِی الدُّنْیَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِی الْآخِرَهِ سَعِیراً.
ابتلاء اللّه لخلقه
وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ یَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِیَاؤُهُ وَ یَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ [3] وَ طِیبٍ یَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ [4] لَفَعَلَ. وَ لَو فَعَلَ لَظَلّت لَهُ الأَعنَاقُ خَاضِعَهً وَ لَخَفّتِ البَلوَی فِیهِ عَلَی المَلَائِکَهِ
[1] 2522.الحِمَی: ما حمیته عن وصول الغیر الیه و التصرف فیه.
[2] 2523.اصطفاهما: اختارهما.
[3] 2524.الرُوَاء - بضم ففتح -: حسن المنظر
[4] 2525.العَرْف - بالفتح -: الرائحه.