responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 228

بِنَبِیِّهِ وَ الْمُقْتَصُّ لِأَثَرِهِ. قَضَمَ الدُّنْیَا قَضْماً [1] وَ لَمْ یُعِرْهَا طَرْفاً أَهْضَمُ [2] أَهْلِ الدُّنْیَا کَشْحاً [3] وَ أَخْمَصُهُمْ [4] مِنَ الدُّنْیَا بَطْناً عُرِضَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا فَأَبَی أَنْ یَقْبَلَهَا وَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَیْئاً فَأَبْغَضَهُ وَ حَقَّرَ شَیْئاً فَحَقَّرَهُ وَ صَغَّرَ شَیْئاً فَصَغَّرَهُ وَ لَوْ لَمْ یَکُنْ فِینَا إِلاَّ حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ تَعْظِیمُنَا مَا صَغَّرَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَکَفَی بِهِ شِقَاقاً لِلَّهِ وَ مُحَادَّهً [5] عَنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ لَقَدْ کَانَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ یَأْکُلُ عَلَی الْأَرْضِ وَ یَجْلِسُ جِلْسَهَ الْعَبْدِ وَ یَخْصِفُ [6]بِیَدِهِ نَعْلَهُ وَ یَرْقَعُ بِیَدِهِ ثَوْبَهُ وَ یَرْکَبُ الْحِمَارَ الْعَارِیَ [7]، وَ یُردِفُ خَلفَهُ وَ یَکُونُ السّترُ عَلَی بَابِ بَیتِهِ فَتَکُونُ فِیهِ التّصَاوِیرُ فَیَقُولُ یَا فُلَانَهُ لِإِحدَی أَزوَاجِهِ غَیّبِیهِ عنَیّ فإَنِیّ إِذَا نَظَرتُ إِلَیهِ ذَکَرتُ الدّنیَا وَ زَخَارِفَهَا فَأَعرَضَ عَنِ الدّنیَا بِقَلبِهِ وَ أَمَاتَ ذِکرَهَا مِن نَفسِهِ وَ أَحَبّ أَن تَغِیبَ زِینَتُهَا عَن عَینِهِ لِکَیلَا یَتّخِذَ مِنهَا رِیَاشاً [8] وَ لَا یَعتَقِدَهَا قَرَاراً وَ لَا یَرجُوَ فِیهَا مُقَاماً فَأَخرَجَهَا مِنَ النّفسِ وَ أَشخَصَهَا [9] عَنِ القَلبِ وَ غَیّبَهَا عَنِ البَصَرِ وَ کَذَلِکَ مَن أَبغَضَ شَیئاً أَبغَضَ أَن یَنظُرَ إِلَیهِ وَ أَن یُذکَرَ عِندَهُ وَ لَقَد کَانَ فِی رَسُولِ اللّهِ ص مَا یَدُلّکُ عَلَی مسَاَو ِئِ الدّنیَا وَ عُیُوبِهَا إِذ جَاعَ فِیهَا مَعَ خَاصّتِهِ [10] وَ زُوِیَت عَنهُ [11] زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِیمِ زُلفَتِهِ [12] فَلیَنظُر نَاظِرٌ بِعَقلِهِ أَکرَمَ


[1] 1973.القَضْم: الأکل بأطراف الأسنان، کأنه لم یتناول إلا علی أطراف أسنانه، و لم یملأ منها فمه.

[2] 1974.أهْضَمُ: من الهضم: و هو خمص البطن، أی خلوها و انطباقها من الجوع.

[3] 1975.الکَشْح: ما بین الخاصره إلی الضّلع الخلفی.

[4] 1976.أخْمَصُهم: أخلاهم.

[5] 1977.المُحَادّه: المخالفه فی عناد.

[6] 1978.خَصَفَ النعلَ: خرزها.

[7] 1979.الحمار العاری: ما لیس علیه بردعه و لا إکاف.

[8] 1981.الرّیِاش: اللباس الفاخر.

[9] 1982.أشخصها: أبعدها.

[10] 1983.خاصّته: اسم فاعل فی معنی المصدر، أی مع خصوصیته و تفضله عند ربه.

[11] 1984.زُوِیَت عنه - بالبناء للمجهول -: قبضت و أبعدت، و مثله بعد قلیل: زوی الدنیا عنه: قبضها.

[12] 1985.عظیمَ زُلْفَتِه: منزلته العلیا من القرب إلی اللّه.

اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست