responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 112

النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ [1] الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ [2] عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْأُمُورِ ظَافِراً بِفَرْحَهِ الْبُشْرَی وَ رَاحَهِ النُّعْمَی [3] فِی أَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ [4] حَمِیداً وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیداً وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ [5] وَ أَکْمَشَ [6] فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ [7] فَکَفَی بِالْجَنَّهِ ثَوَاباً وَ نَوَالاً وَ کَفَی بِالنَّارِ عِقَاباً وَ وَبَالاً! وَ کَفَی بِاللَّهِ مُنْتَقِماً وَ نَصِیراً وَ کَفَی بِالْکِتَابِ حَجِیجاً وَ خَصِیماً. [8].

الوصیه بالتقوی

أُوصِیکُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الَّذِی أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّاً وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّاً [9]

فَأَضَلَّ وَ أَرْدَی وَ وَعَدَ فَمَنَّی [10] وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّی إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ [11] وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ [12]

أَنْکَرَ مَا زَیَّنَ [13] وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ.

و منها فی صفه خلق الإنسان

أَمْ هَذَا الَّذِی أَنْشَأَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْأَسْتَارِ [14] نُطفَهً دِهَاقاً [15] وَ عَلَقَهً مِحَاقاً [16] وَ جَنِیناً [17] وَ رَاضِعاً وَ وَلِیداً وَ یَافِعاً [18] ثُمّ مَنَحَهُ قَلباً حَافِظاً وَ لِسَاناً لَافِظاً وَ بَصَراً لَاحِظاً لِیَفهَمَ مُعتَبِراً وَ یُقَصّرَ مُزدَجِراً حَتّی إِذَا قَامَ اعتِدَالُهُ وَ استَوَی


[1] 843.لم تَفْتِلْه: لم تردّه و لم تصرفه.

[2] 844. «لم تَعْمَ علیه»: من عمی یعمی أی: لم تخف علیه الأمور المشتبهه.

[3] 845.النّعْمی - بالضم - سعه العیش و نعیمه

[4] 846.العاجِله: الدنیا، و سمیت معبرا لأنها طریق یعبر منها إلی الآخره، و هی الآجله.

[5] 847.«بَادَرَ من وَجَل»: أی: سبق إلی خیر الأعمال خوفا من لقاء الأهوال.

[6] 848.أکْمَشَ: أسرع، و مثله انکمش، و کمّشته تکمیشا: أعجلته، و المراد جدّ السیر فی مهله الحیاه.

[7] 849.: القُدُم - بضمتین - المضیّ إلی أمام، أی مضی متقدما.

[8] 850. «حَجِیجاً و خصیماً» أی: مقنعا لمن خالفه بأنه قد جلب الهلاک علی نفسه.

[9] 851.النّجِیّ: من تحادثه سرا.

[10] 852. «وَعَدَ فَمَنّی» أی: صوّر الأمانی کذبا.

[11] 853.اسْتَدْرَج قرینَتَه: القرینه: النفس التی یقارنها الشیطان بالوسوسه. و استدرجها: أنزلها من درجه الرّشد إلی درجته من الضلاله.

[12] 854.اسْتَغْلَق رَهینَته: جعله بحیث لا یمکن تخلیصه.

[13] 855. «أنْکَرَ ما زَیّنَ»: تبرأ الشیطان ممن أغواه.

[14] 856.شُغُف الأسْتَار: جمع شغاف - مثل سحاب و سحب - و هو فی الأصل غلاف القلب، استعاره للمشیمه.

[15] 857.دِهاقاً: متتابعا، «دهقها» صبّها بقوه. و قد تفسر الدّهاق بالممتلئه، أی: ممتلئه من جراثیم الحیاه.

[16] 858. «عَلَقَهً مِحاقاً» أی: خفی فیها و محق کلّ شکل و صوره.

[17] 859.الجَنین: الولد بعد تصویره ما دام فی بطن أمه.

[18] 860.الیافع: الغلام راهق العشرین.

اسم الکتاب : نهج البلاغه المؤلف : صبحي صالح    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست