باللفظ و انتقال الذهن منه إلى صورة المعنى التي
يعبر عنها بالإشراط المخصوص بينهما، و هو صغرى قانون الاستجابة- كما مر-.
السادس:
الصحيح من النظريات في تفسير الوضع هو نظرية الاعتبار، دون نظرية التعهد أو
القران، على تفصيل تقدم.
الجهة
الثانية: تشخيص الواضع
فيه
قولان:
أحدهما:
القول بإلهية الوضع. و قد اختار هذا القول جماعة منهم المحقق النائيني قدّس سرّه[1].
و
ثانيهما: القول ببشرية الوضع، و هذا القول هو المعروف و المشهور بين الاصوليين.
و
الظاهر أن هذا هو الصحيح و المطابق لما هو الظاهر منذ نشوء ظاهرة اللغة من عصر
الانسان البدائي إلى العصر الحديث الذي تطورت فيه هذه الظاهرة، و توسعت و استوعبت
الدقائق الفنية في أوضاع اللغات.
بيان
ذلك: أن الله تعالى قد منّ على الانسان بنعمتين: احداهما نعمة العقل و الإدراك، و
الأخرى نعمة البيان، بمقتضى قوله عزّ من قائل:
عَلَّمَهُ الْبَيانَ[2] هذا من
ناحية.