159- إنّ يوم عرفة يوم دعاء وتضرّع؛ ولهذا
يرجح للحاج أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين ليفرغ نفسه بعد
ذلك للدعاء.
ويستحبّ أن يكون الواقف بعرفات متحلياً بالسكينة والوقار، وأن يكون
على طهارة، وأن يتعوّذ باللَّه من الشيطان فقد جاء في الحديث أنّ الشيطان لن يذهلك
في موضع أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموضع.
وينبغي للحاج أن لا يشغله النظر إلى الناس عمّا يقتضيه ذلك الموقف
الجليل من دعاء وعبادة، فيحمد اللَّه ويهلّله ويمجده، ويكبّر مائة تكبيرة، ويقرأ
(قل هو اللَّه أحد) مائة مرّة، ويدعو بما أحب وبالمأثور من الأدعية، كدعاء الإمام
الحسين عليه السلام في يوم عرفة ودعاء الإمام علي بن الحسين عليه السلام في نفس
اليوم، وسيأتي نصّ الدعاءين في آخر هذا الكتاب.
ومن المأثور أن يقول: (اللَّهُمَّ ربَّ
المشاعِرِ كُلّها فُكَّ رقبتي من النّار وأوسِعْ عليَّ مِنْ رِزْقكَ الحَلال
وادرَأ عَنِّي شرَّ فَسَقَة الجِنّ والانس، اللَّهُمَّ لا تَمكُر بي ولا تَخدَعني
ولا تَستَدرِجني يا أَسمَعَ السامعينَ ويا أبصَرَ النَّاظرينَ ويا أسرَعَ
الحاسبينَ ويا أرحَمَ