152- وهو الواجب الثاني من واجبات الحجّ،
والمراد به التواجد بعرفات من دون فرق بين أن يكون راكباً أو راجلًا، واقفاً أو
قاعداً، أو على أي حالة اخرى.
وعرفات فسحة كبيرة من الأرض تعتبر خارج الحرم وتتّصل حدودها به،
ويفصل بينها وبين المشعر الحرام منطقة تسمّى بالمأزمين وهي أبعد النقاط التي يجب
على الحاج أن يقصدها في حجّه عن مكة، ثمّ يأخذ بعد ذلك بالاقتراب من مكة بالانتقال
منه إلى المشعر ومنه إلى منى.
ولعرفات حدود، وقد جاء في الأحاديث ذكر بعض الأماكن التي كانت لها
أسماء معروفة وقتئذٍ كحدود لموقف عرفات وهي:
(بطن عرفة) و (ثويّة) و (نمرة) و (ذو المجاز)، وجملة من هذه الأسماء
لا تزال أسماء لمسمّيات معروفة في الواقع المعاش ومنعكسة في الخرائط المختصّة، ولا
يزال (مسجد نمرة) متميزاً حتى الآن وقائماً، وبعضها غير واضح فعلًا، وإن كان
الموقف لا يزال واضحاً في حدوده وعلاماته المنصوبة في أطرافه، ولا يجوز الوقوف
بتلك الأماكن والنقاط المحادّة للموقف، بل لابدّ أن يكون الوقوف فيما تحوطه تلك
النقاط من مساحة بدون فرق بين جبلها وسهلها وإن كان الأفضل الوقوف في السفح في
ميسرة الجبل.