(فَاقْرَؤُا ما
تَيَسَّرَ مِنْهُ)[١] وفي إتمام الاستدلال به أيضا تأمّل يعلم بالتأمّل في
تقريره مع التأمّل في الآية وتفسيرها وقد فسّرت القراءة بصلاة اللّيل ، وهو ظاهر
سوق الكلام ، أو تلاوة القرآن في اللّيل أو مطلقا استحبابا أو وجوبا ، لحفظ
المعجزة وغيرها ، والمخاطب هو صلوات الله عليه مع طائفة معه ، وأمّا القراءة في
الصلاة فلا يفهم فتأمل.
ليس فيها دلالة
على استحباب السجود عند قراءتها ، بل وجوب الركوع والسجود ، كأنّه في الصلاة ،
وعبادة الربّ من الصوم والصلاة والحجّ والغزو وغير ذلك ثمّ أمر بفعل الخيرات مطلقا
مثل صلة الرحم ، وفي الكشّاف صلة الرحم ومكارم الأخلاق وافعلوا ذلك كلّه لعلّكم
تفلحون وأنتم راجون الفلاح ، طامعون فيه ، غير مستيقنين ، ولا تتّكلوا على أعمالكم
، وعن عقبة بن عامر قال : قلت : يا رسول الله في سورة الحجّ سجدتان؟ قال : نعم ،
إن لم تسجدهما فلا تقرأهما [٣].
قيل المراد
بالمساجد الأعضاء السبعة الّتي يسجد عليها ، وأيّد بقوله صلىاللهعليهوآله : أمرت أن أسجد على سبعة آراب أي أعضاء ، وقد روي ذلك
عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام [٥] فالمعنى أنّها لله أي خلقت لان يعبد بها الله ، فلا
تشركوا معه غيره في سجودكم عليها والظاهر أنّها المساجد المعروفة كما قيل ،
فالمعنى أنّها مختصّة بالله تعالى ، فلا يتعبّد فيها مع الله غيره ، وقيل : المراد
بقاع الأرض كلّها