أي دحيناها
وبسطناها ووضعنا فيها ما يرسيها ويسكّنها من الجبال ، لئلّا تميد وتتحرّك بكم ،
وتستقرّوا عليها وتسكنوا فيها (وَجَعَلْنا لَكُمْ
فِيها) في الأرض ما تعيشون به من الزرع والنبات والثمار
والمطاعم والمشارب والملابس بل سائر ما يوجد في العالم ممّا تقوم به معيشتكم حتّى
الطيور والوحوش وما في الهواء والماء وما يدبّ على الأرض ، وقيل التصرّف في أسباب
الرزق مدّة الحياة فعلى الأوّل الظاهر أنّها جمع معيشة يعني ما يعاش به ، وعلى
الثاني بمعنى المصدر وهو بعيد ، لعدم الجمع فيه ، ولبعد هذا الوزن (وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) قيل معطوف على محلّ (لَكُمْ) وهو النصب على أنّه مفعول به لجعلنا أي جعلنا معايش في
الأرض لكم ولمن لستم له برازقين من الأهل والأولاد ، والعبيد والإماء ، بل
والدوابّ أيضا الّذين تحسبون أنّكم ترزقونهم وتخطؤون في ذلك ، فانّ الرزاق هو الله
فإنّه يرزق هؤلاء مثل ما يرزقكم ، فظنّكم أنكم ترزقونهم باطل وفاسد.