responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي    الجزء : 1  صفحة : 213

يتحقّق بدون الوجل عند ذكر الله بقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) أي فزعت قلوبهم لذكر الله ويحتمل أن يكون المعنى الخوف والطمع عند ذكر أمر الله وثوابه ، ونهيه وعقابه ، والائتمار والانتهاء والانزجار ، فيحتمل أن يكون ذلك شرطا لكمال الإيمان ، فيكون المراد إنّما المؤمنون الكاملون في الايمان قال في الكشّاف والدليل عليه (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) وفي الدليل تأمّل فإنّ حقّا يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لمحذوف تأكيدا لمضمون الجملة كما ذكره أيضا فتأمّل.

ويحتمل كونه شرطا لمطلق الأيمان فإنّ شرطه قبول الأمر والنهي ، بمعنى عدم الإنكار ، والطمع في الثواب ، والخوف من العقاب ، وتحقّق ذلك عنده.

(وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً) يعني إذا قرئت عندهم آية من آيات الله الدالّة على الله وصفاته زادتهم الإيمان وفي هذا دليل على قبول الإيمان الزيادة والنقصان ، ويدلّ على أنّه لا بدّ من التوكّل في الإيمان قوله تعالى (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) عطف على (إِذا ذُكِرَ اللهُ) كما قبله ، وعلى ربّهم متعلّق بيتوكّلون أي لا يفوّضون أمرهم إلّا إلى الله تعالى ، ولا يخشون ولا يرجون إلّا الله.

ولنختم هذا البحث بآية (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) [١] أي المال الّذي أفاء الله أعاده وأرجعه وأعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الكفّار ، وجعله فيئا له خاصّة (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ) أي فما أجريتم على تحصيله ومغنمه ، وهو من الوجيف هو سرعة السير (مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) ولاتعبتم في القتال عليه ، وإنّما مشيتم على أرجلكم والمعنى أنّ ما خوّل الله رسوله من أموال بني النضير شيء لم تحصّلوه بالقتال والغلبة (وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ولكن سلّط الله رسوله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلّط رسله على أعدائه ، فالأمر فيه مفوّض إليه يضعه حيث يشاء ، يعني أنّه لا يقسم قسمة الغنائم الّتي قوتل عليها ، وأخذت عنوة وقهرا ، وذلك أنّهم طلبوا القسمة فنزلت كذا في الكشّاف ولكن فيه تأمّل إذ سيجيء


[١] الحشر : ٦ و ٧.

اسم الکتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست