يعني أوجب الله
وكتب أيّها المؤمنون الصوم عليكم كتابة مثل كتابته على الّذين من قبلكم ـ فما
مصدريّة ولعلّ التشبيه في أصل الصوم ، أو العدد والوقت أيضا لكن غيّر كما نقل في
التفاسير ـ رجاء لتقواكم أي حال كونكم مرجوّا منكم التقوى أو راجين أن تكونوا من
المتقين ، أو لرجاء تقواكم بالصوم ، فإنّه أصل ومن العبادات المعتبرة في التقوى ،
أو لأنّه شعارهم ولحصول التقوى لكم به عن سائر المعاصي فإنّ الصوم يكسر الشهوة كما
في الحديث : من لم يطق الباه ، فعليه بالصوم ، فانّ الصوم له وجاء. أي الصوم للعزب
بمنزلة الخصاء وفي آخر خصاء أمّتي الصوم هذا في مجمع البيان [٢] والأوّل في الكشّاف والبيضاويّ [٣] بل القوّة الغضبيّة وما يتبعها من الشرور ويحصل للنفس
انكسار ، وعدم الميل والقوّة إلى ما يضرّه كما نجد في أنفسنا إذا كنّا مفطرين.
[١] البقرة : ١٨٣ و ١٨٤
، وتمام الآية ، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن
تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون.
[٣] أنوار التنزيل :
٤٩ ، وتراه في الكافي ج ٤ ص ١٨٠ ولفظه : يا معشر الشباب عليكم بالباء فان لم
تستطيعوه فعليكم بالصيام فإنه وجاؤه ، ورواه في البخاري ج ١ ص ٣٢٦ كتاب الصوم ج ٣
ص ٢٣٨ كتاب النكاح. الدر المنثور ج ١ ص ١٧٦.