responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير نور الثقلين المؤلف : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    الجزء : 3  صفحة : 617

يقول: استخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه يعبدونني لا يشركون بى شيئا يقول: يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد صلى الله عليه و آله فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم و نحن هم، فاسألونا فان صدقناكم فأقروا و ما أنتم بفاعلين‌

، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

219- في كتاب كمال الدين و تمام النعمة باسناده الى سدير الصيرفي عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل و فيه يقول عليه السلام: و اما إبطاء نوح عليه السلام: فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك و تعالى جبرئيل روح الأمين معه سبع نوايات فقال: يا نبي الله ان الله تبارك و تعالى يقول لك: ان هؤلاء خلائقي و عبادي لست أبيدهم‌[1] بصاعقة من صواعقي الا بعد تأكيد الوعدة و الزام الحجة؛ فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك، فانى مثيبك عليه و اغرس هذا النوى فان لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت، الفرح و الخلاص فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين، فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و زهى الثمر[2] على ما كان بعد زمان طويل استنجز من الله العدة، فأمر الله تبارك و تعالى أن يغرس نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد، و يؤكد الحجة على قومه، فأمر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمأة رجل، و قالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف، ثم ان الله تبارك و تعالى لم- يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد اخرى الى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة الى أن عاد الى نيف و سبعين رجلا، فأوحى الله تبارك و تعالى عند ذلك اليه و قال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل بعينك! عن صرح الحق محضه، و صفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو انى أهلكت‌


[1] أباده: أهلكه.

[2] المؤازرة: أن يقوى الزرع بعضه بعضا فيلتف، و التأزير: التغطية و التقوية.

و تسوقت: اى قوى ساقها و تغصفت اى كثرت و قويت أغصانها و زهو الثمرة: احمرارها و اصفرارها.

اسم الکتاب : تفسير نور الثقلين المؤلف : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    الجزء : 3  صفحة : 617
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست