الا نبي، و ذلك ان الله تبارك و تعالى كان إذا بعث نبيا قال
له: اجتهد في دينك و لا حرج عليك، و ان الله تبارك و تعالى اعطى أمتي ذلك حيث
يقول: «وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» يقول: من
ضيق
، و الحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
238- في الكافي
على بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي
عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: و نزل رسول
الله صلى الله عليه و آله بمكة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ينزلوا الدور، فلما كان
يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا و يهلوا بالحج، و هو قول الله
تعالى الذي انزل على نبيه صلى الله عليه و آله: «فاتبعوا مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْراهِيمَ» فخرج النبي صلى الله عليه و آله و أصحابه مهلين بالحج حتى
أتى منى فصلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء الاخرة و الفجر، ثم غدا و الناس معه
و كانت قريش تفيض من المزدلفة و هي جمع[1]
و يمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه و آله و قريش ترجو
أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه: «ثُمَّ أَفِيضُوا
مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ» يعنى إبراهيم و
اسمعيل و اسحق في إفاضتهم منهما، و من كان بعدهم، فلما رأت قريش أن قبة رسول الله
صلى الله عليه و آله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الافاضة
من مكانهم، حتى انتهى الى نمرة و هي بطن عرنة[2]
بحيال الأراك و ضربت الناس أخبيتهم عندها.
239- في أصول
الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن
الماضي عليه السلام انه قال: ليس على ملة إبراهيم غيرنا، و سائر الناس منها
براء
، و الحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
240- في قرب
الاسناد للحميري باسناده الى أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله
عليه و آله قال: مما أعطى الله أمتي و فضلهم به على سائر الأمم أعطاههم ثلاث
خصال
[1] من أسماء مزدلفة و سميت بذلك لاجتماع الناس
بها.
[2] عرنة- بضم العين و فتح الراء كهمزة: موضع
معرفات و ليس من الموقف.