responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير نور الثقلين المؤلف : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    الجزء : 1  صفحة : 700

فقال: أخبرونا عنكم إذا عبدتم صور من كان يعبد الله فسجدتم لها و صليتم فوضعتم الوجوه الكريمة على التراب بالسجود لها فما الذي بقيتم لرب العالمين؟ أما علمتم ان من حق من يلزم تعظيمه و عبادته أن لا يساوى به عبده، أ رأيتم ملكا أو عظيما إذا ساويتموه بعبيده في التعظيم و الخشوع و الخضوع أ يكون في ذلك وضع من الكبير كما يكون زيادة في تعظيم الصغير؟ فقالوا نعم، قال أ فلا تعلمون انكم من حيث تعظمون الله بتعظيم صور عباده المطيعين له تزرون على رب العالمين؟ قال فسكت القوم بعد ان قالوا. سننظر في أمرنا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للفريق الثالث: لقد ضربتم لنا مثلا و شبهونا بأنفسهم و لا سواء ذلك، انا عباد الله مخلوقون مربوبون و نأتمر له فيما أمرنا و ننزجر عما زجرنا و نعبده من حيث يريده منا، فاذا أمرنا بوجه من الوجوه أطعناه و لم نتعد الى غيره مما لم يأمرنا و لم يأذن لنا لأنا لا ندري لعله و ان أراد منا الاول فهو يكره الثاني و قد نهانا ان نتقدم بين يديه، فلما أمرنا ان نعبده بالتوجه الى الكعبة أطعنا ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في ساير البلدان التي نكون بها، فأطعنا فلم نخرج في شي‌ء من ذلك عن اتباع امره، و الله عز و جل حيث أمرنا بالسجود لادم لم يأمر بالسجود لصورته التي هي غيره فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه، لأنكم لا تدرون لعله يكره ما تفعلون إذا لم يأمركم به، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: أ رايتم لو اذن لكم رجل دخول داره يوما بعينه أ لكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره، أو لكم ان تدخلوا دارا له اخرى مثلها بغير أمره؟ أو وهب لكم رجل ثوبا من ثيابه أو عبدا من عبيده أو دابة من دوابه الكم ان تأخذوا ذلك؟

قالوا: نعم، قال: فان لم تأخذوه أخذتم آخر مثله؟ قالوا: لا، لأنه لم يأذن لنا في الثاني كما اذن في الاول، قال عليه السلام: فأخبروني الله اولى بان لا يتقدم على ملكه بغير امره أو بعض المملوكين؟ قالوا: بل الله اولى بان لا يتصرف في ملكه بغير اذنه قال: فلم قلتم و متى أمركم ان تسجدوا لهذه الصور؟ قال: فقال القوم سننظر في أمرنا، و قال الصادق عليه السلام: فو الذي بعثه بالحق نبيا ما أتت على جماعتهم ثلثة أيام حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و آله فأسلموا، و كانوا خمسة و عشرين رجلا من كل فرقة خمسة و قالوا: ما رأينا مثل حجتك يا محمد نشهد انك رسول الله صلى الله عليه و آله و قال الصادق عليه السلام‌

اسم الکتاب : تفسير نور الثقلين المؤلف : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    الجزء : 1  صفحة : 700
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست