responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير نور الثقلين المؤلف : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    الجزء : 1  صفحة : 28

عليه بقوله: «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‌ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً»[1] ثم قال الله، «الم» هو القرآن الذي افتتح بألم هو ذلك الكتاب الذي أخبرت به موسى فمن بعده من الأنبياء، فأخبروا بنى إسرائيل انى سأنزله عليك يا محمد كتابا عزيزا «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» «لا رَيْبَ فِيهِ» لا شك فيه لظهوره عندهم كما أخبرهم انبياؤهم ان محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل، يقرئه هو و أمته على ساير أحوالهم هدى بيان من الضلالة للمتقين الذين يتقون الموبقات؛ و يتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم قال: و قال الصادق عليه السلام: ثم الالف حرف من حروف، قولك الله، دل بالألف على قولك الله، و دل باللام على قول الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين، و دل بالميم على انه المجيد المحمود في كل أفعاله و جعل هذا القول حجة على اليهود، و ذلك ان الله لما بعث موسى بن عمران ثم من بعده من الأنبياء الى بنى إسرائيل لم يكن فيهم قوم الا أخذوا فيهم العهود و المواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الأمي المبعوث بمكة الذي يهاجر الى المدينة يأتى بكتاب الله بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره، يحفظه أمته فيقرءونه قياما و قعودا و مشاة، و على كل الأحوال يسهل الله عز و جل حفظه عليهم، و يقرنون بمحمد صلى الله عليه و آله و سلم أخاه و وصيه على بن أبي طالب عليه السلام الآخذ عنه علومه التي علمها، و المتقلد عنه الامانة التي قلدها، و مذلل كل من عاند محمدا بسيفه الباتر[2] و يفحم كل من جادله و خاصم بدليله القاهر[3] يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم الى قبوله طائعين و كارهين، ثم إذا صار محمد الى رضوان الله عز و جل و ارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان، و حرفوا تأويلاته و غيروا معانيه، و وضعوها على خلاف وجوهها، قاتلهم بعد ذلك على تأويله حتى يكون إبليس الغاوي لهم هو الخاسئ‌[4] الذليل المطرود المغلول. قال: فلما بعث الله محمدا


[1] الإسراء: 19.

[2] الباتر: القاطع.

[3] أفحمه: أسكته بالحجة في خصومة أو غيرها. و في المصدر« الظاهر» بدل« القاهر».

[4] و في المصدر« هو الخاسر».

اسم الکتاب : تفسير نور الثقلين المؤلف : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست