responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 9  صفحة : 353
درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل للمؤمن، لا يراه الآخرون. وعن ابن عباس قال: الخيمة درة مجوفة، فرسخ في فرسخ، فيها أربعة آلاف مصراع، عن وهب [1]. وعن انس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (مررت ليلة أسري بي بنهر، حافتاه قباب المرجان، فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله! فقلت. يا جبرائيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جوار [2] من الحور العين، استأذن ربهن عز وجل أن يسلمن عليك، فاذن لهن. فقلن: نحن الخالدات، فلا نموت، ونحن الناعمات، فلا نيأس [3]، أزواج رجال كرام. ثم قرأ صلى الله عليه وآله وسلم: (حور مقصورات في الخيام).
(لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) مر معناه. والوجه في التكرير الإبانة عن أن صفة الحور المقصورات في الخيام، كصفة القاصرات الطرف (متكئين على رفرف خضر) أي على فرش مرتفعة، عن الجبائي. وقيل: الرفرف رياض الجنة، والواحدة رفرفة، عن سعيد بن جبير. وقيل: هي المجالس، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك. وقيل: هي المرافق يعني الوسائد، عن الحسن (وعبقري حسان) أي وزرابي حسان، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، وهي الطنافس. وقيل: العبقري الديباج، عن مجاهد. وقيل: هي البسط، عن الحسن قال القتيبي: كل ثوب موشى فهو عبقري، وهو جمع، ولذلك قال: (حسان).
ثم ختم السورة بما ينبغي أن يبجل به ويعظم فقال: (تبارك اسم ربك) أي تعاظم وتعالى اسم ربك، لأنه استحق أن يوصف بما لا يوصف به غيره، من كونه قديما، وإلها، وقادرا لنفسه، وعالما لنفسه، وحيا لنفسه، وغير ذلك. (ذي الجلال) أي ذي العظمة والكبرياء (والاكرام) يكرم أهل دينه وولايته، عن الحسن. وقيل: معناه عظمة البركة في اسم ربك، فاطلبوا البركة في كل شئ بذكر اسمه. وقيل: إن اسم صلة لمعنى (تبارك ربك) قال لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما، * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر وقيل: إن المعنى أن اسمه منزه عن كل سوء له الأسماء الحسنى. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (انطقوا بياذا الجلال والاكرام) أي: داوموا عليه.


[1] وفي سائر النسخ: (عن ذهب).
[2] في نسخة: (حور).
[3] وفي نسخة: (لا نبئس) وفي أخرى: (لا نيبس).


اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 9  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست