responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 389
تجعل الهم ثقلا، عن أبي مسلم. وقيل: معناه وعصمناك عن احتمال الوزر، فإن المقصود من الوضع أن لا يكون عليه ثقل، فإذا عصم كان أبلغ في أن لا يكون. قال المرتضى، قدس الله روحه: إنما سميت الذنوب بأنها أوزار، لأنها تثقل كاسبها وحاملها، فكل شئ أثقل الانسان وغمه وكده، جاز أن يسمى وزرا، فلا يمتنع أن يكون الوزر في الآية إنما أراد به غمه صلى الله عليه وآله وسلم بما كان عليه قومه من الشرك، وأنه وأصحابه بينهم مقهور مستضعف. فلما أعلى الله كلمته، وشرح صدره، وبسط يده، خاطبه بهذا الخطاب، تذكيرا له بمواقع النعمة، ليقابله بالشكر. ويؤيده ما بعده من الآيات، فإن اليسر بإزالة الهموم أشبه، والعسر بإزالة الشدائد والغموم أشبه. فإن قيل: إن السورة مكية، نزلت قبل أن يعلي الله كلمة الاسلام، فلا وجه لقولكم؟ قلنا: إنه سبحانه لما بشره بأن يعلي دينه على الدين كله، ويظهره على أعدائه، كان بذلك واضعا عنه ثقل غمه، بما كان يلحقه من أذى قومه، ومبدلا عسره يسرا، فإنه يثق بأن وعد الله حق. ويجوز أيضا أن يكون اللفظ، وإن كان ماضيا، فالمراد به الاستقبال كقوله (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار)، (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك) ولهذا نظائر كثيرة.
(ورفعنا لك ذكرك) أي قرنا ذكرك بذكرنا، حتى لا أذكر إلا وتذكر معي يعني، في الأذان والإقامة، والتشهد والخطبة على المنابر، عن الحسن وغيره. قال قتادة:
رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا وينادي بأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية قال: قال لي جبرائيل: قال الله عز وجل. إذا ذكرت ذكرت معي) وفي هذا يقول حسان بن ثابت، يمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
أغر عليه للنبوة خاتم * من الله مشهور يلوح، ويشهد وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود، وهذا محمد ثم وعد سبحانه اليسر والرخاء بعد الشدة، وذلك أنه كان بمكة في شدة قال:
(فإن مع العسر يسرا) أي مع الفقر سعة، عن الكلبي. وقيل: معناه إن مع الشدة التي أنت فيها من مزاولة المشركين يسرا ورخاء بأن يظهرك الله عليهم، حتى ينقادوا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست