responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 31
مقدمة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارتفعت عن مطارح الفكر جلالته، وجلت عن مطامح الهمم عزته، وتعالت عن مشابهة الأنام صفته، وأعجزت مدارك الأفهام حكمته، وفاقت مبالغ الأوهام عظمته، الذي له في كل ما رأته الأبصار اللاحظة، وذكرته الألسن اللافظة، وبلغته العقول الزاكية، وعرفته القلوب الواعية، آيات واضحة على وحدانيته، ودلالات ناطقة على ربوبيته، الواحد لا ثاني له في القدم، والمحدث للأشياء بعد العدم، أنشأها بلا طوية ولا روية آل إليها، ولا قريحة غريزة أضمر عليها. هو الظاهر عليها بسلطانه وقدرته، الباطن لها بعلمه ولطيف صنعته. الأول الذي لا يقدمه قبل، الآخر الذي لا يعقبه بعد. لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا ينفع ذا الجد منه الجد. أحمده على آلائه المتوالية المتظاهرة، ونعمه الباطنة والظاهرة، حمدا يستدر شآبيب جوده الهاطلة، ويمتري اخلاف فضله الحافلة، حمدا يدوم ولا يبيد، ويستدعي بمثله المزيد. وأشهد أنه الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. وأساله بأوضح بيان وأفصح لسان، أن يصلي على نبيه وصفيه، وحبيبه ونجيه، محمد سيد الأنبياء والمرسلين، وخير الأولين والآخرين، المؤكد دعوته بالتأييد، المخصوص شريعته بالتأبيد، نسخت بها شرائع الماضين، ولا نبي بعده إلى يوم الدين. وعلى آله وعترته المتفرعين من نبعته، المستودعين لحكمته، الحافظين لشريعته، أعلام الاسلام، وأئمة الأنام، ما اعتقبت الليالي والأيام، واختلف الضياء والظلام.
ثم الحمد لله الذي أنزل القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، نورا يتوقد مصباحه، وضياء يتلألأ صباحه، ودليلا لا يخمد برهانه، وحقا لا تخذل أعوانه، وحبلا وثيقا عروته، وجبلا منيعا ذروته، وشفاء للصدور ليس وراءه شفاء، ودواء للقلوب ليس مثله دواء، وإماما يقتدي بسمته المقتدون، وعلما يهتدي بهداه

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست