آيات في أغراض
متفرقة يجمعها غرض واحد مرتبط بغرض الآيات السابقة فإنها تتكلم حول القتال فمنها
ما يمدح المؤمنين ويعدهم وعدا جميلا على جهادهم في سبيل الله ومنها ما ينهى عن
التودد إلى المشركين والاستغفار لهم ، ومنها ما يدل على توبته تعالى للثلاثة
المخلفين عن غزوة تبوك ، ومنها ما يفرض على أهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن
يخرجوا مع النبي صلىاللهعليهوآله إذا أراد الخروج إلى قتال ولا يتخلفوا عنه ، ومنها ما
يفرض على الناس أن يلازم بعضهم البيضة للتفقه في الدين ثم تبليغه إلى قومهم إذا
رجعوا إليهم ومنها ما يقضي بقتال الكفار ممن يلي بلاد الإسلام.
قوله
تعالى : «إِنَّ اللهَ اشْتَرى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ » إلى آخر الآية ، الاشتراء هو قبول العين المبيعة بنقل الثمن في المبايعة.
والله سبحانه
يذكر في الآية وعده القطعي للذين يجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم بالجنة ،
ويذكر أنه ذكر ذلك في التوراة والإنجيل كما يذكره في القرآن.
وقد قلبه
سبحانه في قالب التمثيل فصور ذلك بيعا ، وجعل نفسه مشتريا
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 9 صفحة : 395