اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 9 صفحة : 299
تبوك وسبب ذلك ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يسافر سفرا أبعد منه ولا أشد منه ـ.
وكان سبب ذلك
أن الصيافة كانوا يقدمون المدينة من الشام ـ ومعهم الدرموك والطعام. وهم الأنباط
فأشاعوا بالمدينة أن الروم قد اجتمعوا ـ يريدون غزو رسول الله صلىاللهعليهوآله في عسكر عظيم ، وأن هرقل قد سار في جمع جنوده ، وجلب
معهم غسان وجذام وبهراء وعاملة ، وقد قدم عساكره البلقاء ونزل هو حمص ـ.
فأرسل رسول
الله صلىاللهعليهوآله أصحابه إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء ، وبعث إلى
القبائل حوله ، وإلى مكة ، وإلى من أسلم من خزاعة ومزينة وجهينة فحثهم على الجهاد ـ.
وأمر رسول الله
صلىاللهعليهوآله بعسكره فضرب في ثنية الوداع ، وأمر أهل الجدة أن يعينوا
من لا قوة به ، ومن كان عنده شيء أخرجه ، وحملوا وقووا وحثوا على ذلك ـ.
وخطب رسول الله
صلىاللهعليهوآله وقال بعد حمد الله والثناء عليه : أيها الناس إن أصدق
الحديث كتاب الله. وأولى القول كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم ، وخير السنن
سنة محمد ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وخير الأمور عزائمها
وشر الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدى هدى الأنبياء ، وأشرف القتلى الشهداء ، وأعمى
العمى الضلالة بعد الهدى ، وخير الأعمال ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى
عمى القلب واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، وشر
المعذرة محضر الموت ، وشر الندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا
نزرا. ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا ، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذب ، وخير
الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله ، وخير ما ألقي في
القلب اليقين ، والارتياب من الكفر ، والتباعد من عمل الجاهلية ، والغلول من قيح
جهنم ، والسكر جمر النار ، والشعر من إبليس ، والخمر جماع الإثم ، والنساء حبائل
إبليس ، والشباب شعبة من الجنون ، وشر المكاسب كسب الربا ، وشر الأكل أكل مال
اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمه ، وإنما يصير أحدكم إلى
موضع أربعة أذرع ، والأمر إلى آخره وملاك الأمر خواتيمه ، وأربى الربا الكذب ،
وكلما هو آت قريب ، وسباب المؤمن فسوق ، وقتال المؤمن كفر ، وأكل لحمه من معصية
الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن توكل على الله كفاه ، ومن صبر ظفر ، ومن يعف
يعف الله عنه ، ومن كظم الغيظ
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 9 صفحة : 299