اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 8 صفحة : 94
وفي الكافي ،
بإسناده عن إسحاق بن عبد العزيز عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نكون بطريق مكة ونريد الإحرام فنطلي ـ ولا يكون
معنا نخالة فنتدلك بها من النورة ـ فنتدلك بالدقيق وقد دخلني من ذلك ما الله أعلم
به؟ فقال : مخافة الإسراف؟ قلت : نعم ، فقال : ليس فيما أصلح البدن إسراف إني ـ ربما
أمرت بالنقي فيلت بالزيت فأتدلك به ، إنما الإسراف فيما أفسد المال وأضر بالبدن ،
قلت : وما الإقتار؟ قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره. قلت : فما القصد؟
قال : الخبز واللحم واللبن والخل والسمن ـ مرة هذا ومرة هذا.
وفي الكافي ،
بإسناده عن علي بن يقطين عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قال : قول الله عز وجل : « قُلْ إِنَّما حَرَّمَ
رَبِّيَ الْفَواحِشَ ـ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ
بِغَيْرِ الْحَقِ »فأما قوله : « ما ظَهَرَ مِنْها »يعني الزنا المعلن ـ ونصب الرايات التي كانت ترفعها
الفواحش ـ في الجاهلية للفواحش ، وأما قوله عز وجل : « وَما بَطَنَ »ـ يعني ما نكح من أزواج الآباء ـ لأن الناس كانوا قبل أن
يبعث النبي صلىاللهعليهوآله ـ إذا كان للرجل زوجة ومات عنها ـ تزوجها ابنه من بعده
إذا لم تكن أمه ـ فحرم الله عز وجل ذلك ، وأما « الْإِثْمَ »فإنها الخمر بعينها.
أقول
: والرواية
ملخصة من كلامه عليهالسلام مع المهدي وقد رواها في صورة المحاجة في الكافي ، مسندة
وفي تفسير العياشي ، مرسلة وأوردناها في روايات آية الخمر من سورة المائدة.
وفي تفسير
العياشي ، عن محمد بن منصور قال : سألت عبدا صالحا عليهالسلام عن قول الله : « إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ
مِنْها وَما بَطَنَ »قال : إن للقرآن ظهرا وبطنا ـ فأما ما حرم به في الكتاب
هو في الظاهر ، والباطن من ذلك أئمة الجور ، وجميع ما أحل في الكتاب هو في الظاهر
والباطن ـ من ذلك أئمة الحق.
أقول
: ورواه في
الكافي ، عن محمد بن منصور مسندا ، وفيه : فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر
، والباطن من ذلك أئمة الجور ، وجميع ما أحل الله في القرآن هو الظاهر ، والباطن
من ذلك أئمة الحق.
أقول
: انطباق
المعاصي والمحرمات على أولئك والمحللات على هؤلاء لكون كل واحد من الطائفتين سببا
للقرب من الله أو البعد عنه ، أو لكون اتباع كل سببا لما
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 8 صفحة : 94