responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 6  صفحة : 348

وقف على واحد منها لا محيص عن اعتباره بحكم الفطرة القاطع وهو جواز استعباد كل إنسان محارب للدين مضاد للمجتمع الإنساني غير خاضع للحق بوجه من وجوه الخضوع.

الثاني : أنه استعمل جميع الوسائل الممكنة في إكرامهم ـ العبيد والإماء ـ وتقريب شئونهم الحيوية من حياة أجزاء المجتمع الحرة حتى صاروا كأحدهم وإن لم يصيروا أحدهم ، ولم يبق عليهم إلا حجاب واحد رقيق ، وهو أن الزائد من أعمالهم على واجب حياتهم حياة متوسطة لمواليهم لا لهم ، وإن شئت فقل : لا فاصل في الحقيقة بين الحر والعبد في الإسلام إلا إذن المولى في العبد.

الثالث : أنه احتال بكل حيلة مؤثرة إلى إلحاق صنف المماليك إلى مجتمع الأحرار بالترغيب والتحريص في موارد ، وبالفرض والإيجاب في أخرى كالكفارات ، وبالتسويغ والإنفاذ في مثل الاشتراط والتدبير والكتابة.

٨ ـ سير الاستعباد في التاريخ ذكروا [١] أن الاستعباد ظهر أول ما ظهر بالسبي والأسر ، وكانت القبائل قبل ذلك إذا غلبت في حروبها ومقاتلها وأخذت سبايا قتلتهم عن آخرهم ثم رأوا أن يتركوهم أحياء ويتملكوهم كسائر الغنائم الحربية لا لينتفعوا بأعمالهم بل إحسانا في حقهم وحفظا للنوع واحتراما للقوانين الأخلاقية التي ظهرت فيهم بالترقي في صراط المدنية شيئا بعد شيء.

وإنما ظهرت هذه السنة بين القبائل بعد ما ارتحلت عنهم طريقة الارتزاق لاصطياد إذ لم تكن لهم فيها من السعة ما يسوغ لهم الإنفاق على العبيد والإماء حتى انتقلوا إلى عيشة النزول والارتحال وتمكنوا من ذلك.

وبشيوع الاستعباد بين القبائل والأمم على أي وتيرة كانت تحولت حياة الإنسان الاجتماعية بظهور جهات من الانتظام والانضباط في المجتمعات أولا وتقسيم الأعمال ثانيا.

ولم يكن الاستعباد إذ كان دائرا في الدنيا على وتيرة واحدة في أقطار المعمورة فلم يستن في بعض المناطق أصلا كأوستراليا وآسيا المركزية وسيبريا وأميركا الشمالية


[١] مأخوذ من ١ ـ دائرة المعارف : المذهب والأخلاق تأليف جان هيسينيك طبعة بريطانية ، ٢ ـ مجمل التاريخ تأليف ه. ج. ولز طبعة بريطانية ، ٣ ـ روح القوانين تأليف مونيسكيو طبعة طهران.

اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 6  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست