اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 5 صفحة : 323
والمراد بكون
الإنقاذ من الضلالة تأويلا أعظم للآية كونه تفسيرا أدق لها ، والتأويل كثيرا ما
كان يستعمل في صدر الإسلام مرادفا للتفسير.
ويؤيد ما
ذكرناه ما في تفسير العياشي ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله. « مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ
فِي الْأَرْضِ ـ فَكَأَنَّما قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعاً » ـ فقال : له في النار مقعد ـ لو قتل الناس جميعا لم يزد على ذلك العذاب.
قال : « وَمَنْ
أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً » ـ لم يقتلها أو أنجى من غرق أو حرق ، وأعظم من ذلك
كلها يخرجها من ضلالة إلى هدى.
أقول : وقوله «
لم يقتلها » أي لم يقتلها بعد ثبوت القتل لها كما في مورد القصاص.
وفيه ، عن أبي
بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته : « وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعاً » ـ قال : من
استخرجها من الكفر إلى الإيمان.
أقول : وقد ورد
هذا المعنى في كثير من الروايات الواردة من طرق أهل السنة.
وفي المجمع : روي
عن أبي جعفر عليهالسلام : المسرفون الذين يستحلون المحارم ويسفكون الدماء.
( بحث علمي وتطبيق )
في الإصحاح
الرابع من سفر التكوين من التوراة ما نصه: (١) وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت
قايين ـ وقالت اقتنيت رجلا من عند الرب (٢) ثم عادت فولدت أخاه هابيل ـ وكان هابيل
راعيا للغنم ـ وكان قايين عاملا في الأرض (٣) وحدث من بعد أيام ـ أن قايين قدم من
أثمار الأرض قربانا للرب (٤) وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها ـ فنظر
الرب إلى هابيل وقربانه (٥) ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر ـ فاغتاظ قايين جدا
وسقط وجهه (٦) فقال الرب لقايين لما ذا اغتظت ولما ذا سقط وجهك (٧) إن أحسنت أفلا
رفع ـ وإن لم تحسن فعند الباب خطيئة رابضة ـ وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها ـ.
(٨) وكلم قايين
هابيل أخاه وحدث إذ كانا في الحقل ـ أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله (٩) فقال
الرب لقايين أين هابيل أخوك ـ فقال لا أعلم أحارس أنا لأخي (١٠) فقال ما ذا فعلت
صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض (١١) فالآن ملعون أنت من الأرض
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 5 صفحة : 323