responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 4  صفحة : 385

الْعَذابَ »؟ هب هذه الجلود عصت فعذبت فما بال الغير؟ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ويحك هي هي وهي غيرها ، قال : اعقلني هذا القول ، فقال له : أرأيت لو أن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها ـ ثم صب عليها الماء وجبلها ـ ثم ردها إلى هيئتها الأولى ألم تكن هي هي وهي غيرها؟ فقال : بلى أمتع الله بك.

أقول : ورواه في الإحتجاج ، أيضا عن حفص بن غياث عنه عليه‌السلام ، والقمي في تفسيره مرسلا ؛ ويعود حقيقة الجواب إلى أن وحدة المادة محفوظة بوحدة الصورة فبدن الإنسان كأجزاء بدنه باق على وحدته ما دام الإنسان هو الإنسان وإن تغير البدن بأي تغير حدث فيه.

وفي الفقيه ، قال : سئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عز وجل ـ ( لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ) قال : الأزواج المطهرة اللاتي لا يحضن ولا يحدثن.

وفي تفسير البرهان ، في قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ ) الآية : عن محمد بن إبراهيم النعماني بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ـ وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) فقال : أمر الله الإمام أن يؤدي الأمانة إلى الإمام الذي بعده ، ليس له أن يزويها عنه ، ألا تسمع قوله : « وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ـ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ » هم الحكام يا زرارة ، أنه خاطب بها الحكام.

أقول : وصدر الحديث مروي بطرق كثيرة عنهم (ع) ، وذيله يدل على أنه من باب الجري ، وأن الآية نازلة في مطلق الحكم وإعطاء ذي الحق حقه فينطبق على مثل ما تقدم سابقا.

وفي معناه ما في الدر المنثور ، عن سعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال : حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله ـ وأن يؤدي الأمانة ـ فإذا فعل ذلك فحق على الناس أن يسمعوا له ـ وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا.

* * *

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ

اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 4  صفحة : 385
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست