responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 20  صفحة : 250

بهم من الفتنة وإن شئت فقل : على جزائه وإن شئت فقل على ما يقع يوم القيامة من العقاب والثواب لهؤلاء الظالمين والمظلومين ، وتنكير « مَشْهُودٍ » و « وَشاهِدٍ » على أي حال للتفخيم. ولهم في تفسير شاهد ومشهود أقاويل كثيرة أنهاها بعضهم إلى ثلاثين كقول بعضهم إن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ، والقول بأن الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة ، والقول بأن الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة ، والقول بأن الشاهد الملك يشهد على بني آدم والمشهود يوم القيامة ، والقول بأن الشاهد الذين يشهدون على الناس والمشهود الذين يشهد عليهم.

والقول بأن الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم ، والقول بأن الشاهد أعضاء بني آدم والمشهود أنفسهم والقول بأن الشاهد الحجر الأسود والمشهود الحاج والقول بأن الشاهد الأيام والليالي والمشهود بنو آدم ، والقول بأن الشاهد الأنبياء والمشهود محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والقول بأن الشاهد هو الله والمشهود لا إله إلا الله. والقول بأن الشاهد الخلق والمشهود الحق ، والقول بأن الشاهد هو الله والمشهود يوم القيامة ، والقول بأن الشاهد آدم وذريته والمشهود يوم القيامة ، والقول بأن الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة ، والقول بأنها يوم الإثنين ويوم الجمعة ، والقول بأن الشاهد : المقربون والمشهود عليون ، والقول بأن الشاهد هو الطفل الذي قال لأمه في قصة الأخدود : اصبري فإنك على الحق والمشهود الواقعة ، والقول بأن الشاهد الملائكة المتعاقبون لكتابة الأعمال والمشهود قرآن الفجر إلى غير ذلك من أقوالهم.

وأكثر هذه الأقوال ـ كما ترى ـ مبني على أخذ الشهادة بمعنى أداء ما حمل من الشهادة وبعضها على تفريق بين الشاهد والمشهود في معنى الشهادة وقد عرفت ضعفه ، وأن الأنسب للسياق أخذها بمعنى المعاينة وإن استلزم الشهادة بمعنى الأداء يوم القيامة ، وأن الشاهد يقبل الانطباق على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

كيف لا؟ وقد سماه الله تعالى شاهدا إذ قال : « يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً » الأحزاب : ٤٥ ، وسماه شهيدا إذ قال : « لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ » الحج ـ ٧٨ ، وقد عرفت معنى شهادة الأعمال من شهدائها فيما مر.

ثم إن جواب القسم محذوف يدل عليه قوله : « إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ » إلى تمام آيتين ، ويشعر به أيضا قوله : « قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ » إلخ وهو وعيد الفاتنين ووعد المؤمنين الصالحين وأن الله يوفقهم على الصبر ويؤيدهم على حفظ إيمانهم من كيد الكائدين أن أخلصوا كما فعل بالمؤمنين في قصة الأخدود.

اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 20  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست