اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 20 صفحة : 132
ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة ثم الأنفال ـ ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم
الممتحنة ثم النساء ـ ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم القتال ثم الرعد ـ ثم الرحمن ثم
الإنسان. الحديث.
وفيه ، عن
البيهقي في الدلائل بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال : إن أول ما أنزل الله
على نبيه من القرآن ـ اقرأ باسم ربك ، وذكر مثل حديث عكرمة والحسين ـ وفيه ذكر
ثلاث من السور المكية التي سقطت من روايتهما ـ وهي الفاتحة والأعراف وكهيعص. وفي الدر
المنثور ، أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة
الإنسان بالمدينة.
وفيه ، أخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : « وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ » الآية ـ قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ـ وفاطمة
بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
أقول
: الآية تشارك
سائر آيات صدر السورة مما تقدم عليها أو تأخر عنها في سياق واحد متصل فنزولها
فيهما عليهالسلام لا ينفك نزولها جميعا بالمدينة.
وفي الكشاف :
وعن ابن عباس : أن الحسن والحسين مرضا ـ فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوآله في ناس معه فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك (
ولديك ظ ) فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما ـ إن برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة
أيام ـ فشفيا وما معهم شيء.
فاستقرض علي من
شمعون الخيبري اليهودي ـ ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا ـ واختبزت خمسة أقراص
على عددهم ـ فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل وقال : السلام عليكم أهل
بيت محمد ـ مسكين من مساكين المسلمين ـ أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ـ فآثروه
وباتوا لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما.
فلما أمسوا
ووضعوا الطعام بين أيديهم ـ وقف عليهم يتيم فآثروه ، ووقف عليهم أسير في الثالثة
ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا
أخذ علي بيد الحسن والحسين ـ وأقبلوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ـ قال
: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ـ فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها ـ قد التصق
ظهرها [١] ببطنها وغارت عيناها ـ فساءه ذلك فنزل جبريل وقال : خذها يا محمد ـ هنأك
الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.