responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 19  صفحة : 306

« رَسُولِنَا » وفيه مع ذلك شيء من شائبة التهديد.

قوله تعالى : « اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » في مقام التعليل لوجوب إطاعة الله على ما تقدم أن طاعة الرسول من طاعة الله ، توضيح ذلك أن الطاعة بمعنى الانقياد والائتمار للأمر والانتهاء عن النهي من شئون العبودية حيث لا أثر لملك المولى رقبة عبده إلا مالكيته لإرادته وعمله فلا يريد إلا ما يريد المولى أن يريده ولا يعمل إلا ما يريد المولى أن يعمله فالطاعة نحو من العبودية كما يشير إليه قوله : « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ »يس : ٦٠ ، يعاتبهم بعبادة الشيطان وإنما أطاعوه.

فطاعة المطيع بالنسبة إلى المطاع نوع عبادة له ، وإذ لا معبود إلا الله فلا طاعة إلا لله عز اسمه أو من أمر بطاعته فالمعنى : أطيعوا الله سبحانه إذ لا طاعة إلا لمعبود ولا معبود بالحق إلا الله فيجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به بطاعة غيره وعبادته كالشيطان وهوى النفس وهذا معنى كون الجملة في مقام التعليل.

وبما مر يظهر وجه تخصيص صفة الألوهية التي تفيد معنى المعبودية ، بالذكر دون صفة الربوبية فلم يقل : الله لا رب غيره.

وقوله : « وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » تأكيد لمعنى الجملة السابقة أعني قوله : « اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ».

توضيحه : أن التوكيل إقامة الإنسان غيره مقام نفسه في إدارة أموره ولازم ذلك قيام إرادته مقام إرادة موكلة وفعله مقام فعله فينطبق بوجه على الإطاعة فإن المطيع يجعل إرادته وعمله تبعا لإرادة المطاع فتقوم إرادة المطاع مقام إرادته ويعود عمله متعلقا لإرادة المطاع صادرا منها اعتبارا فترجع الإطاعة توكيلا بوجه كما أن التوكيل إطاعة بوجه.

فإطاعة العبد لربه اتباع إرادته لإرادة ربه والإتيان بالفعل على هذا النمط وبعبارة أخرى إيثار إرادته وما يتعلق بها من العمل على إرادة نفسه وما يتعلق بها من العمل.

فطاعته تعالى فيما شرع لعباده وما يتعلق بها نوع تعلق من التوكل عليه ، وطاعته واجبة لمن عرفه وآمن به فعلى الله فليتوكل المؤمنون وإياه فليطيعوا ، وأما من لم يعرفه ولم يؤمن به فلا تتحقق منه طاعة.

وقد بان بما تقدم أن الإيمان والعمل الصالح نوع من التوكل على الله تعالى.

قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ » إلخ

اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 19  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست