responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 17  صفحة : 405

ويؤيده ذيل الآية والآية التالية ، وضمير « أَنَّهُ الْحَقُ » على هذا لله سبحانه.

ولهم في الآية أقوال أخرى أغمضنا عن إيرادها.

وقوله : « أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » فاعل « لَمْ يَكْفِ » هو « بِرَبِّكَ » والباء زائدة ، و « أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » بدل من الفاعل ، والاستفهام للإنكار ، والمعنى أولم يكف في تبين الحق كون ربك مشهودا على كل شيء إذ ما من شيء إلا وهو فقير من جميع جهاته إليه متعلق به وهو تعالى قائم به قاهر فوقه فهو تعالى معلوم لكل شيء وإن لم يعرفه بعض الأشياء.

واتصال الجملة أعني قوله : « أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ » إلخ بقوله : « سَنُرِيهِمْ » إلخ على الوجه الأخير من الوجوه الثلاثة الماضية ظاهر ، وأما على الوجهين الأولين فلعل الوجه فيه أن المشركين إنما كفروا بالقرآن لدعوته إلى التوحيد فانتقل من الدلالة على حقية القرآن للدلالة على حقية ما يدعو إليه إلى الدلالة على حقية ما يدعو إليه مستقيما من غير واسطة كأنه قيل : سنريهم آياتنا ليتبين لهم أن القرآن الذي يخبرهم بها حق فيتبين أن ربك واحد لا شريك له ثم قيل : وهذا طريق بعيد هناك ما هو أقرب منه أولم يكفهم أن ربك مشهود على كل شيء؟

قوله تعالى : « أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ » إلخ الذي يفيده السياق أن في الآية تنبيها على أنهم لا ينتفعون بالاحتجاج على وحدانيته تعالى بكونه شهيدا على كل شيء وهو أقوى براهين التوحيد وأوضحها لمن تعقل لأنهم في مرية وشك من لقاء ربهم وهو كونه تعالى غير محجوب بصفاته وأفعاله عن شيء من خلقه.

ثم نبه بقوله : « أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ » على ما ترتفع به هذه المرية وتنبت من أصلها وهو إحاطته تعالى بكل شيء على ما يليق بساحة قدسه وكبريائه فلا يخلو عنه مكان وليس في مكان ولا يفقده شيء وليس في شيء.

وللمفسرين في الآية أقوال لو راجعتها لرأيت عجبا.

( بحث روائي )

في الدر المنثور ، أخرج ابن عساكر عن عكرمة: في قوله : « أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ

اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 17  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست