اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 215
جعفر بن محمد عن أبيه عليهالسلام قال : إن أيوب عليهالسلام ابتلي سبع سنين من غير ذنب ـ وإن الأنبياء لا يذنبون
لأنهم معصومون مطهرون ـ لا يذنبون ولا يزيغون ـ ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا ـ.
وقال : إن أيوب
من جميع ما ابتلي به ـ لم تنتن له رائحة ، ولا قبحت له صورة ـ ولا خرجت منه مدة من
دم ولا قيح ، ولا استقذره أحد رآه ، ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدود شيء من
جسده ـ وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه ـ من أنبيائه وأوليائه المكرمين
عليه ـ.
وإنما اجتنبه
الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره ـ لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد
والفرج ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : أعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ـ.
وإنما ابتلاه
الله بالبلاء العظيم ـ الذي يهون معه على جميع الناس ـ لئلا يدعوا له الربوبية إذا
شاهدوا ما أراد الله ـ أن يوصله إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه ، وليستدلوا بذلك على
أن الثواب من الله على ضربين : استحقاق واختصاص ، ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه ولا
فقيرا لفقره ـ ولا مريضا لمرضه ، وليعلموا أنه يسقم من يشاء ، ويشفي من يشاء ـ متى
شاء كيف شاء ، بأي سبب شاء ـ ويجعل ذلك عبرة لمن شاء ، وشقاوة لمن شاء ، وسعادة
لمن شاء ، وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضائه ـ وحكيم في أفعاله ـ لا يفعل
بعباده إلا الأصلح لهم ولا قوة لهم إلا به.
وفي تفسير
القمي في قوله تعالى : «
وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ » الآية ـ قال : فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل
البلاء ، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء ـ كلهم أحياهم الله له
فعاشوا معه ـ.
وسئل أيوب بعد
ما عافاه الله : أي شيء كان أشد عليك مما مر؟ فقال : شماتة الأعداء.
وفي المجمع في
قوله تعالى : « أَنِّي
مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ » الآية ـ قيل : إنه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس ـ فوسوس الشيطان إلى الناس
أن يستقذروه ـ ويخرجوه من بينهم ـ ولا يتركوا امرأته التي تخدمه أن تدخل عليهم ـ
فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم به ـ ولم يشك
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 215