ومعنى الآية
وإنما كانوا أولي الأيدي والأبصار لأنا أخلصناهم بخصلة خالصة غير مشوبة عظيمة
الشأن هي ذكرى الدار الآخرة.
وقيل : المراد
بالدار هي الدنيا والمراد بالآية بقاء ذكرهم الجميل في الألسن ما دامت الدنيا كما
قال تعالى : « وَهَبْنا
لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ـ إلى أن قال ـ وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
» مريم : ـ ٥٠ والوجه
السابق أوجه.
قوله تعالى : « وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا
لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ » تقدم أن الاصطفاء يلازم الإسلام التام لله سبحانه ،
وفي الآية إشارة إلى قوله تعالى : « إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ
إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ
» آل عمران : ـ ٣٣.
والأخيار جمع
خير مقابل الشر على ما قيل ، وقيل : جمع خير بالتشديد أو التخفيف كأموات جمع ميت
بالتشديد أو بالتخفيف.
١
ـ قصته في القرآن : لم يذكر من قصته في القرآن إلا ابتلاؤه بالضر في نفسه
وأولاده ثم تفريجه تعالى بمعافاته وإيتائه أهله ومثلهم معهم رحمة منه وذكرى
للعابدين « الأنبياء : ٨٣ ـ ٨٤. ص : ٤١ ـ ٤٤ ».
٢
ـ جميل ثنائه : ذكره تعالى في زمرة الأنبياء من ذرية إبراهيم عليهالسلام في سورة الأنعام وأثنى عليهم بكل ثناء جميل « الأنعام :
٨٤ ـ ٩٠ » وذكره في سورة ص فعده صابرا ونعم العبد وأوابا « ص : ٤٤ ».
قصته
في الروايات : في تفسير القمي ، حدثني أبي عن ابن فضال عن عبد الله بن
بحر عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن بلية أيوب التي ابتلي بها في الدنيا ـ
لأي علة كانت؟ قال : لنعمة أنعم الله عز وجل عليه بها في الدنيا ـ وأدى شكرها ـ
وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش ـ فلما صعد ورأى
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 17 صفحة : 212