اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 16 صفحة : 40
فأيهما كان أكثر سنا؟ قال : هارون. قلت : فكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟
قال : كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون ـ.
فقلت له :
أخبرني عن الأحكام والقضاء والأمر والنهي ـ كان ذلك إليهما؟ قال : كان موسى الذي
يناجي ربه ويكتب العلم ـ ويقضي بين بني إسرائيل ـ وهارون يخلفه إذا غاب من قومه
للمناجاة. قلت : فأيهما مات قبل صاحبه؟ قال : مات هارون قبل موسى وماتا جميعا في
التيه. قلت : فكان لموسى ولد؟ قال : لا كان الولد لهارون والذرية له.
أقول : وآخر الرواية لا يوافق روايات أخر تدل على أنه كان له
ولد ، وفي التوراة الحاضرة أيضا دلالة على ذلك.
في جوامع
الجامع في قوله تعالى : «
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ » قال عليهالسلام فيما حكاه عن ربه عز وجل : الكبرياء ردائي والعظمة
إزاري ـ فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار.
وفي الكافي ،
بإسناده عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : إن الأئمة في كتاب الله عز وجل إمامان ـ قال
الله تبارك وتعالى : «
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا » لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله
قبل حكمهم. قال : «
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ » يقدمون أمرهم قبل أمر الله ـ وحكمهم قبل حكم الله و ـ يأخذون
بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل.
(
كلام حول قصص موسى وهارون عليهالسلام )
في
فصول
١
ـ منزلة موسى عند الله وموقفه العبودي : كان عليهالسلام أحد الخمسة أولي العزم الذين هم سادة الأنبياء ولهم
كتاب وشريعة كما خصهم الله تعالى بالذكر في قوله : « وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ
مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً
» الأحزاب : ٧ ، وقال :
« شَرَعَ
لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما
وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى
» الشورى : ١٣.
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 16 صفحة : 40