اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 16 صفحة : 310
وليس المراد
بأهل البيت نساء النبي خاصة لمكان الخطاب الذي في قوله : « عَنْكُمُ » ولم يقل : عنكن فأما أن يكون الخطاب لهن ولغيرهن كما
قيل : إن المراد بأهل البيت أهل البيت الحرام وهم المتقون لقوله تعالى : « إِنْ أَوْلِياؤُهُ
إِلَّا الْمُتَّقُونَ » أو أهل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله أو أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله وهم الذين يصدق عليهم عرفا أهل بيته من أزواجه وأقربائه
وهم آل عباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي أو النبي صلىاللهعليهوآله وأزواجه ، ولعل هذا هو المراد مما نسب إلى عكرمة وعروة
أنها في أزواج النبي صلىاللهعليهوآله خاصة.
أو يكون الخطاب
لغيرهن كما قيل : إنهم أقرباء النبي من آل عباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي.
وعلى أي حال
فالمراد بإذهاب الرجس والتطهير مجرد التقوى الديني بالاجتناب عن النواهي وامتثال
الأوامر فيكون المعنى أن الله لا ينتفع بتوجيه هذه التكاليف إليكم وإنما يريد
إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم على حد قوله : « ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ
حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ » المائدة : ٦ وهذا المعنى لا يلائم شيئا من معاني أهل
البيت السابقة لمنافاته البينة للاختصاص المفهوم من أهل البيت لعمومه لعامة
المسلمين المكلفين بأحكام الدين.
وإن كان المراد
بإذهاب الرجس والتطهير التقوى الشديد البالغ ويكون المعنى : أن هذا التشديد في
التكاليف المتوجهة إليكن أزواج النبي وتضعيف الثواب والعقاب ليس لينتفع الله سبحانه
به بل ليذهب عنكم الرجس ويطهركم ويكون من تعميم الخطاب لهن ولغيرهن بعد تخصيصه بهن
، فهذا المعنى لا يلائم كون الخطاب خاصا بغيرهن وهو ظاهر ولا عموم الخطاب لهن
ولغيرهن فإن الغير لا يشاركهن في تشديد التكليف وتضعيف الثواب والعقاب.
لا يقال : لم
لا يجوز أن يكون الخطاب على هذا التقدير متوجها إليهن مع النبي صلىاللهعليهوآله وتكليفه شديد كتكليفهن.
لأنه يقال :
إنه صلىاللهعليهوآله مؤيد بعصمة من الله وهي موهبة إلهية غير مكتسبة بالعمل
فلا معنى لجعل تشديد التكليف وتضعيف الجزاء بالنسبة إليه مقدمة أو سببا لحصول
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 16 صفحة : 310