اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 121
ويناسب المقام عدة من أخبار الطينة كما
رواه في البحار عن جابر بن عبد الله قال : قلت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أول شئ خلق الله ما هو ؟ فقال نور
نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ، ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما
شاء الله ، ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم ، والكرسي من قسم ، وحملة العرش
وسكنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله ، ثم جعله
أقساما ، فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم ، والجنة من قسم ، وأقام القسم الرابع
في مقام الخوف ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء فخلق الملائكة من جزء ، والشمس من جزء
والقمر من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم جعله أجزاء ،
فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء ، والعصمة والتوفيق من جزء ، وأقام القسم
الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح ذلك النور
وقطرت منه مائة ألف واربعة وعشرون ألف قطرة ، فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول
، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء والشهداء
والصالحين.
أقول
: والاخبار في هذه المعاني كثيرة ،
متظافرة وأنت إذا أجلت نظرة التأمل والامعان فيها وجدتها شواهد على ما قدمناه ،
وسيجئ شطر من الكلام في بعضها. وإياك أن ترمي أمثال هذه الاحاديث الشريفة المأثورة
عن معادن العلم ومنابع الحكمة بأنها من اختلاقات المتصوفة وأوهامهم فللخلقة أسرار
، وهو ذا العلماء من طبقات أقوام الانسان لا يألون جهدا في البحث عن أسرار الطبيعة
، منذ أخذ البشر في الانتشار ، وكلما لاح لهم معلوم واحد بان لهم مجاهيل كثيرة ،
وهي عالم الطبيعة أضيق العوالم وأخسها فما ظنك بما ورائها ، وهي عوالم النور
والسعة.
* * *
وإذ
قلنا للملائكة أسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين
ـ ٣٤.
اسم الکتاب : الميزان في تفسير القرآن المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 121