فقال الله تبارك و
تعالى: «وَ مَنْ عاقَبَ يعني رسول الله ص «بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ» يعني حسينا
أرادوا أن يقتلوه «ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ» يعني بالقائم
من ولده
و قوله: لِكُلِّ
أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ أي مذهبا يذهبون فيه-
ثم احتج عز و جل على قريش و الملحدين الذين يعبدون غير الله فقال: يا أَيُّهَا
النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ يعني الأصنام لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ- وَ إِنْ
يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً- لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ
الْمَطْلُوبُ يعني الذباب
و قوله: اللَّهُ
يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أي يختار و هو جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك
الموت و من الناس الأنبياء و الأوصياء- فمن الأنبياء نوح و إبراهيم و موسى و عيسى
و محمد ص و من هؤلاء الخمسة رسول الله ص و من الأوصياء أمير المؤمنين و الأئمة ع و
فيه تأويل غير هذا.
ثم خاطب الله الأئمة ع
فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا إلى قوله وَ فِي هذا
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ يا معشر الأئمة وَ تَكُونُوا أنتم شُهَداءَ
عَلَى المؤمنين و النَّاسِ