responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 71

وَ طَابَ كَسْبُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ- وَ حَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ- وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ- وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ كَلَامِهِ- وَ عَدَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ- وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَ لَمْ يَتَعَدَّ إِلَى الْبِدْعَةِ، أَيُّهَا النَّاسُ طُوبَى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ- وَ أَكَلَ كِسْرَتَهُ وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ- وَ كَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُلٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.

و قوله: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ‌ قال لما أجرى الله في آدم روحه من قدميه فبلغت الروح إلى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر- فقال عز و جل‌ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ‌

و قوله‌ وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ قال المجازاة وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها أي جَازَيْنَا بِهَا و هي ممدودةً آتينا بها.

ثم حكى عز و جل قول إبراهيم لقومه و أبيه فقال: وَ لَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ‌ إلى قوله‌ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ‌

قَالَ‌ فَلَمَّا نَهَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ ع وَ احْتَجَّ عَلَيْهِمْ فِي عِبَادَتِهِمُ الْأَصْنَامَ فَلَمْ يَنْتَهُوا- فَحَضَرَ عِيدٌ لَهُمْ- فَخَرَجَ نُمْرُودُ وَ جَمِيعُ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ- وَ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ إِبْرَاهِيمُ مَعَهُ فَوَكَلَهُ بِبَيْتِ الْأَصْنَامِ- فَلَمَّا ذَهَبُوا عَمَدَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى طَعَامٍ- فَأَدْخَلَهُ بَيْتَ أَصْنَامِهِمْ- فَكَانَ يَدْنُو مِنْ صَنَمٍ صَنَمٍ وَ يَقُولُ لَهُ كُلْ وَ تَكَلَّمْ- فَإِذَا لَمْ يُجِبْهُ أَخَذَ الْقَدُومَ فَكَسَرَ يَدَهُ وَ رِجْلَهُ- حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِجَمِيعِ الْأَصْنَامِ ثُمَّ عَلَّقَ الْقَدُومَ فِي عُنُقِ الْكَبِيرِ مِنْهُمُ- الَّذِي كَانَ فِي الصَّدْرِ- فَلَمَّا رَجَعَ الْمَلِكُ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْعِيدِ- نَظَرُوا إِلَى الْأَصْنَامِ مُكَسَّرَةً فَقَالُوا: مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ- قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ‌ وَ هُوَ ابْنُ آزَرَ[1] فَجَاءُوا بِهِ إِلَى نُمْرُودَ فَقَالَ نُمْرُودُ لِآزَرَ خُنْتَنِي- وَ كَتَمْتَ هَذَا الْوَلَدَ عَنِّي- فَقَالَ أَيُّهَا الْمَلِكُ هَذَا عَمَلُ أُمِّهِ وَ ذَكَرَتْ أَنِّي أَتَقَوَّمُ بِحُجَّتِهِ- فَدَعَا نُمْرُودُ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ مَا حَمَلَكِ عَلَى أَنْ كَتَمْتِنِي أَمْرَ هَذَا الْغُلَامِ- حَتَّى فَعَلَ بِآلِهَتِنَا مَا فَعَلَ فَقَالَتْ أَيُّهَا الْمَلِكُ نَظَراً مِنِّي‌


[1]. رَاجِعْ حَاشِيَتَنَا فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ ص 206. ج. ز

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست