كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ ثُمَّ مَاتَ عَادٌ وَ أَهْلَكَهُ اللَّهُ وَ قَوْمَهُ بِالرِّيحِ الصَّرْصَرِ[1] وَ قَوْلُهُ وَ ثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ حَفَرُوا الْجَوِيَّةَ[2] فِي الْجِبَالِ وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ عَمِلَ الْأَوْتَادَ الَّتِي أَرَادَ أَنْ يَصْعَدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ
قَوْلُهُ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ أَيْ قَائِمٌ حَافِظٌ عَلَى كُلِّ ظَالِمٍ- قَوْلُهُ فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ أَيْ امْتَحَنَهُ بِالنِّعْمَةِ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ- وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ أَيْ امْتَحَنَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَيْ أَفْقَرَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ وَ قَالَ اللَّهُ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ- وَ لا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أَيْ لَا تَدْعُوهُمْ وَ هُمُ الَّذِينَ غَصَبُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ- وَ أَكَلُوا أَمْوَالَ الْيَتَامَى وَ فُقَرَائِهِمْ وَ أَبْنَاءِ سَبِيلِهِمْ- ثُمَّ قَالَ وَ تَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا أَيْ وَحْدَكُمْ وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا تَكْنِزُونَهُ وَ لَا تُنْفِقُونَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا قَالَ هِيَ الزَّلْزَلَةُ
، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فُتَّتْ فَتّاً-.
[1]. نُقِلَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَلِّخُونَ الْعُمُدَ مِنَ الْجِبَالِ فَيَجْعَلُونَ طُولَ الْعُمُدِ مِثْلَ طُولِ الْجَبَلِ الِّذِي يُسَلِّخُونَ مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَى أَعْلَاهُ ثُمَّ يَنْقُلُونَ تِلْكَ الْعُمُدَ فَيَنْصِبُونَهَا ثُمَّ يَبْنُونَ الْقُصُورَ فَوْقَهَا فَسُمِّيَتْ ذَاتَ الْعِمَادِ، وَ قِيلَ أَهْلَ عُمُدٍ لِأَنَّهُمْ كَانُوا بَدَوِيِّينَ أَهْلَ خِيَامٍ.
وَ« عَادٌ» اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ الْأُولَى وَ بِهِ سُمِّيَتْ قَبِيلَةُ قَوْمِ هُودٍ النَّبِيِّ، وَ عَادٌ الْأُولَى قَوْمُ هُودٍ وَ عَادٌ الْأُخْرَى إِرَمُ: وَ عَادٌ هُوَ ابْنُ عَوْصِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ع وَ اخْتُلِفَ فِي« إِرَمَ» عَلَى أَقْوَالٍ فَقِيلَ إِنَّهُ اسْمُ بَلَدٍ ثُمَّ قِيلَ هُوَ دِمَشْقُ وَ قِيلَ هِيَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَ قِيلَ هِيَ مَدِينَةٌ بَنَاهَا عَادُ بْنُ شَدَّادٍ فَلَمَّا أَتَمَّهَا أَهْلَكَهُ اللَّهُ بِصَيْحَةٍ وَ قِيلَ إِنَّهُ لَيْسَ بِقَبْيلَةٍ وَ لَا بَلَدٍ بَلْ هُوَ لَقَبُ لِعَادٍ، وَ كَانَ يُعْرَفُ بِهِ.
[2]. الْجَوِيَّةُ: الْحُفْرَةُ الْمُسْتَدِيرَةُ الْوَاسِعَةُ. مجمع ج. ز