كَذَبَ جَبْرَئِيلُ عَلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ- وَ اللَّهِ لَتُظْهِرِنَّ لِيَ الْكِتَابَ- أَوْ لَأُورِدَنَّ رَأْسَكِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص، فَقَالَتْ تَنَحَّيَا حَتَّى أُخْرِجَهُ- فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَرْنِهَا- فَأَخَذَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:
يَا حَاطِبُ! مَا هَذَا فَقَالَ حَاطِبٌ وَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَافَقْتُ- وَ لَا غَيَّرْتُ وَ لَا بَدَّلْتُ وَ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَقّاً- وَ لَكِنْ أَهْلِي وَ عِيَالِي كَتَبُوا إِلَيَّ بِحُسْنِ صَنِيعِ قُرَيْشٍ إِلَيْهِمْ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُجَازِيَ قُرَيْشاً بِحُسْنِ مُعَاشَرَتِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ- تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إِلَى قَوْلِهِ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
. وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً- وَ اللَّهُ قَدِيرٌ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ ص وَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ قَوْمِهِمْ- مَا دَامُوا كُفَّاراً- فَقَالَ: قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ- إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ وَ اللَّهُ قَدِيرٌ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ الْآيَةَ- قَطَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَايَةَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ- وَ أَظْهَرُوا لَهُمُ الْعَدَاوَةَ- فَقَالَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ- وَ بَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً فَلَمَّا أَسْلَمَ أَهْلُ مَكَّةَ خَالَطَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ نَاكَحُوهُمْ وَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ص أُمَّ حَبِيبٍ- بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ثُمَّ قَالَ «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ» إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ- اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ- فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ قَالَ: إِذَا لَحِقَتْ امْرَأَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُسْلِمِينَ تُمْتَحَنُ بِأَنْ تحَلْفِ بِاللَّهِ- أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهَا عَلَى اللُّحُوقِ بِالْمُسْلِمِينَ بُغْضُهَا لِزَوْجِهَا الْكَافِرِ وَ لَا حُبُّهَا لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ إِنَّمَا حَمَلَهَا عَلَى ذَلِكَ الْإِسْلَامُ، و إِذَا حَلَفَتْ عَلَى ذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِهَا-.