بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قال: ق جبل محيط
بالدنيا من وراء يأجوج و مأجوج و هو قسم بَلْ عَجِبُوا يعني قريشا أَنْ
جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ يعني رسول الله ص فَقالَ الْكافِرُونَ
هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ- أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قال نزلت في
أبي بن خلف، قال لأبي جهل تعال إلي لأعجبك من محمد، ثم أخذ عظما ففته ثم قال- يزعم
محمد أن هذا يحيا فقال الله:
بَلْ كَذَّبُوا
بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ يعني مختلفا، ثم احتج
عليهم و ضرب للبعث و النشور مثلا فقال أَ فَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ
فَوْقَهُمْ- كَيْفَ بَنَيْناها وَ زَيَّنَّاها وَ ما لَها مِنْ فُرُوجٍ- وَ
الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ- وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ
كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ أي حسن فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ
الْحَصِيدِ قال كل حب يحصد وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ أي مرتفعات لَها طَلْعٌ
نَضِيدٌ يعني بعضه على بعض رِزْقاً لِلْعِبادِ وَ أَحْيَيْنا بِهِ
بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ جوابا لقولهم: أَ إِذا مِتْنا وَ
كُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ، فقال الله: كما أن الماء أنزلناه من السماء-
فيخرج النبات من الأرض- كذلك أنتم تخرجون من الأرض.
ثم ذكر عز و جل ما
فسرناه من هلاك الأمم فقال كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ
أَصْحابُ الرَّسِ و هم الذين هلكوا- لأنهم استغنوا الرجال بالرجال و النساء
بالنساء- و الرس نهر بناحية آذربيجان أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ أي لم نعي
بالخلق الأول- قوله وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ
بِهِ نَفْسُهُ- وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ