و قال علي بن إبراهيم في قوله هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
السَّكِينَةَ إلى قوله وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فهم الذين لم
يخالفوا رسول الله ص و لم ينكروا عليه الصلح ثم قال لِيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ إلى قوله الظَّانِّينَ
بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ و هم الذين أنكروا
الصلح و اتهموا رسول الله ص وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ-
وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً- وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ
وَ الْأَرْضِ وَ كانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً- إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ
مُبَشِّراً وَ نَذِيراً ثم عطف بالمخاطبة على أصحابه فقال لِتُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ ثم عطف على نفسه عز و
جل فقال: وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا معطوفا على قوله لِتُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ، و نزلت في بيعة الرضوان لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ-
إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ و اشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك- على
رسول الله ص شيئا يفعله- و لا يخالفوه في شيء يأمرهم به- فقال الله عز و جل بعد
نزول آية الرضوان إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ-
يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ- فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى
نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ- فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً
عَظِيماً و إنما رضي عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله و ميثاقه- و لا
ينقضوا عهده و عقده فبهذا العهد رضي الله عنهم- فقد قدموا في التأليف آية الشرط
على بيعة الرضوان و إنما نزلت أولا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها، ثم ذكر
الأعراب الذين تخلفوا عن رسول الله ص فقال سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ
الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا- إلى قوله وَ كُنْتُمْ قَوْماً
بُوراً أي قوم سوء و هم الذين استنفرهم في الحديبية و لما رجع رسول الله ص إلى
المدينة من الحديبية غزا خيبرا فاستأذنوه المخلفون من الأعراب أن يخرجوا معه- فقال
الله عز و جل سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ
لِتَأْخُذُوها إلى قوله لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ثم قال: قُلْ
لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ
شَدِيدٍ إلى قوله