بِالدُّنْيَا- قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ص: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ.
يَا سَلْمَانُ ذَاكَ إِذَا انْتُهِكَتِ الْمَحَارِمُ، وَ اكْتَسَبَتِ الْمَآثِمُ، وَ تَسَلَّطَ الْأَشْرَارُ عَلَى الْأَخْيَارِ، وَ يَفْشُو الْكَذِبُ وَ تَظْهَرُ اللَّجَاجَةُ، وَ تَغْشُو الْفَاقَةُ وَ يَتَبَاهَوْنَ فِي اللِّبَاسِ وَ يُمْطَرُونَ فِي غَيْرِ أَوَانِ الْمَطَرِ، وَ يَسْتَحْسِنُونَ الْكُوبَةَ[1] وَ الْمَعَازِفَ- وَ يُنْكِرُونَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ- حَتَّى يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ- وَ يُظْهِرُ قُرَّاؤُهُمْ وَ عُبَّادُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمُ التَّلَاوُمَ، فَأُولَئِكَ يُدْعَوْنَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ الْأَرْجَاسَ وَ الْأَنْجَاسَ، قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، يَا سَلْمَانُ! فَعِنْدَهَا لَا يَحُضُّ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ- حَتَّى إِنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ فِيمَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ- لَا يُصِيبُ أَحَداً يَضَعُ فِي كَفِّهِ شَيْئاً قَالَ سَلْمَانُ: وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ص: إِي وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ! عِنْدَهَا يَتَكَلَّمُ الرُّوَيْبِضَةُ، فَقَالَ: وَ مَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي قَالَ ص: يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ- فَلَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تَخُورَ[2] الْأَرْضُ خَوْرَةً- فَلَا يَظُنُّ كُلُّ قَوْمٍ إِلَّا أَنَّهَا خَارَتْ فِي نَاحِيَتِهِمْ فَيَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يَنْكُتُونَ فِي مَكْثِهِمْ- فَتُلْقِي لَهُمُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا ذَهَباً وَ فِضَّةً- ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْأَسَاطِينِ- فَقَالَ مِثْلَ هَذَا فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ ذَهَبٌ وَ لَا فِضَّةٌ،
فهذا معنى قوله فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها
. و قوله وَ يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ إلى قوله فَأَوْلى لَهُمْ
[1]. وَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَ الْكُوبَةَ وَ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهَا فَقِيلَ: هِيَ النَّرْدُ وَ قِيلَ: الطَّبْلُ وَ قِيلَ: الشِّطْرَنْجُ.
[2]. خَارَ الرَّجُلُ: أَيْ ضَعُفَ وَ انْكَسَرَ، لَعَلَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الْخَسْفُ. ج. ز