عذاب أليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت-
ففرحوا فقالوا: هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا الساعة يمطر- فقال لهم
هود
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ في قوله فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ
مِنَ الصَّادِقِينَ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ
رَبِّها فلفظه عام و معناه خاص- لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها- و إنما دمرت
ما لهم كله- فكان كما قال الله فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ و كل هذه
الأخبار من هلاك الأمم تخويف- و تحذير لأمة محمد ص
و قوله: وَ لَقَدْ
مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ- وَ جَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَ
أَبْصاراً وَ أَفْئِدَةً أي قد أعطيناهم فكفروا فنزل بهم العذاب- فاحذروا أن ينزل بكم
ما نزل بهم- ثم خاطب الله قريشا فقال وَ لَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ
الْقُرى وَ صَرَّفْنَا الْآياتِ أي بينا و هي بلاد عاد و قوم صالح و قوم لوط ثم
قال احتجاجا عليهم فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ
اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً- بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ أي بطلوا وَ ذلِكَ
إِفْكُهُمْ أي كذبهم وَ ما كانُوا يَفْتَرُونَ.
و قوله: وَ إِذْ
صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ إلى قوله أُولئِكَ فِي
ضَلالٍ مُبِينٍ فهذا كله حكاية عن الجن- و كان سبب نزول هذه الآية