responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 299

عذاب أليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت- ففرحوا فقالوا: هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا الساعة يمطر- فقال لهم هود بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ‌ في قوله‌ فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‌ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فلفظه عام و معناه خاص- لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها- و إنما دمرت ما لهم كله- فكان كما قال الله‌ فَأَصْبَحُوا لا يُرى‌ إِلَّا مَساكِنُهُمْ‌ و كل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف- و تحذير لأمة محمد ص‌

و قوله: وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ- وَ جَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَ أَبْصاراً وَ أَفْئِدَةً أي قد أعطيناهم فكفروا فنزل بهم العذاب- فاحذروا أن ينزل بكم ما نزل بهم- ثم خاطب الله قريشا فقال‌ وَ لَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى‌ وَ صَرَّفْنَا الْآياتِ‌ أي بينا و هي بلاد عاد و قوم صالح و قوم لوط ثم قال احتجاجا عليهم‌ فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْباناً آلِهَةً- بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ‌ أي بطلوا وَ ذلِكَ إِفْكُهُمْ‌ أي كذبهم‌ وَ ما كانُوا يَفْتَرُونَ‌.

و قوله: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ‌ إلى قوله‌ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ فهذا كله حكاية عن الجن- و كان سبب نزول هذه الآية

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَ مَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ وَ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَقْبَلُهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا بَلَغَ مَوْضِعاً يُقَالُ لَهُ وَادِي مَجَنَّةَ تَهَجَّدَ بِالْقُرْآنِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَمَرَّ بِهِ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ- فَلَمَّا سَمِعُوا قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص اسْتَمَعُوا لَهُ- فَلَمَّا سَمِعُوا قِرَاءَتَهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌ أَنْصِتُوا يَعْنِي اسْكُتُوا فَلَمَّا قُضِيَ‌ أَيْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنَ الْقِرَاءَةِ وَلَّوْا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ- قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى‌ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ- يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ‌ إِلَى قَوْلِهِ‌ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ فَجَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَسْلَمُوا وَ آمَنُوا- وَ عَلَّمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ‌

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست