قال الكفار: لم لم يبعث الله إلينا الملائكة فقال الله عز و
جل: و لو بعثنا إليهم ملكا لما آمنوا و لهلكوا- و لو كانت الملائكة في الأرض يَمْشُونَ
مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا
و قوله: وَ
نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ- عُمْياً وَ بُكْماً وَ صُمًّا قال: على
جباههم مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً أي كلما انطفت
و قوله: قُلْ لَوْ
أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي- إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ
الْإِنْفاقِ- وَ كانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً قال: لو كانت الأموال بيد الناس- لما
أعطوا الناس شيئا مخافة النفاد وَ كانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً أي بخيلا
و أما قوله: وَ لَقَدْ
آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فقال:
الطوفان و الجراد و القمل
و الضفادع- و الدم و الحجر و العصا و يده و البحر
و قوله يحكي قول موسى وَ إِنِّي
لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً أي هالكا تدعو بالثبور
و أما قوله: فَإِذا جاءَ
وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً يقول جميعا- و في رواية علي بن إبراهيم فَأَرادَ يعني فرعون أَنْ
يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ أي يخرجهم من مصر فَأَغْرَقْناهُ وَ
مَنْ مَعَهُ جَمِيعاً- وَ قُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا
الْأَرْضَ- فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً أي من كل ناحية
و قوله: وَ قُرْآناً
فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ أي على مهل وَ
نَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا ثم قال: يا محمد قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا- إِنَّ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ يعني من أهل الكتاب
الذين آمنوا برسول الله إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً قال: الوجه وَ
يَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا- وَ
يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعاً