و هو قوله «وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا
وَ هُمْ مُشْرِكُونَ» يعني بالأعمال إذا أمروا بأمر- عملوا خلاف ما قال الله
فسماهم الله مشركين- ثم قال الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ
بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ يعني من لم يدفع الزكاة فهو كافر-.
قال علي بن إبراهيم ثم
ذكر الله المؤمنين فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ
أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أي بلا من من الله عليهم بما يأجرهم به- ثم خاطب
نبيه فقال قُلْ لهم يا محمد أَ إِنَّكُمْ
لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ و معنى يومين أي وقتين
ابتداء الخلق و انقضائه وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها- وَ بارَكَ فِيها وَ
قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها أي لا يزول و يبقى فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ يعني في أربعة أوقات- و هي التي يخرج الله فيها
أقوات العالم من الناس- و البهائم و الطير و حشرات الأرض- و ما في البر و البحر من
الخلق و الثمار- و النبات و الشجر- و ما يكون فيه معاش الحيوان كله- و هو الربيع و
الصيف و الخريف و الشتاء، ففي الشتاء يرسل الله الرياح و الأمطار و الأنداء[1] و الطلول من
السماء فيلقح الأرض و الشجر و هو وقت بارد- ثم يجيء من بعده الربيع و هو وقت
معتدل حار و بارد- فيخرج الشجر
[1]. جمع الندى: ما يسقط في الليل من بخار الماء.
ج. ز