responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 262

و هو قوله «وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‌» يعني بالأعمال إذا أمروا بأمر- عملوا خلاف ما قال الله فسماهم الله مشركين- ثم قال‌ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ‌ يعني من لم يدفع الزكاة فهو كافر-.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي جَمِيلٍ [جَمِيلَةَ] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ‌ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: يَا أَبَانُ أَ تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ طَلَبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ- وَ هُمْ يُشْرِكُونَ بِهِ حَيْثُ يَقُولُ: «وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ- وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ‌» قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَسِّرْهُ لِي فَقَالَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا بِالْإِمَامِ الْأَوَّلِ- وَ هُمْ بِالْأَئِمَّةِ الْآخِرِينَ كَافِرُونَ، يَا أَبَانُ إِنَّمَا دَعَا اللَّهُ الْعِبَادَ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ- فَإِذَا آمَنُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمُ الْفَرَائِضَ.

قال علي بن إبراهيم ثم ذكر الله المؤمنين فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ‌ أي بلا من من الله عليهم بما يأجرهم به- ثم خاطب نبيه فقال‌ قُلْ‌ لهم يا محمد أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ‌ و معنى يومين أي وقتين ابتداء الخلق و انقضائه‌ وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها- وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها أي لا يزول و يبقى‌ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ‌ يعني في أربعة أوقات- و هي التي يخرج الله فيها أقوات العالم من الناس- و البهائم و الطير و حشرات الأرض- و ما في البر و البحر من الخلق و الثمار- و النبات و الشجر- و ما يكون فيه معاش الحيوان كله- و هو الربيع و الصيف و الخريف و الشتاء، ففي الشتاء يرسل الله الرياح و الأمطار و الأنداء[1] و الطلول من السماء فيلقح الأرض و الشجر و هو وقت بارد- ثم يجي‌ء من بعده الربيع و هو وقت معتدل حار و بارد- فيخرج الشجر


[1]. جمع الندى: ما يسقط في الليل من بخار الماء. ج. ز

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 2  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست