، ثم قال الله لنبيه فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ- فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أي من العذاب أَوْ
نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ.
و قوله: وَ آثاراً
فِي الْأَرْضِ يقول أعمالا في الأرض- و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ يُرِيكُمْ
آياتِهِ يعني أمير المؤمنين و الأئمة ع في الرجعة و إذا رأوهم قالُوا
آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ أي جحدنا بما
أشركناهم فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا- سُنَّتَ
اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ- وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ.
41 سورة حم السجدة
مكية آياتها أربع و خمسون 54
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقوله تَنْزِيلٌ
مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ابتداء- و قوله: فُصِّلَتْ آياتُهُ خبره، أنزله
الرحمن الرحيم- و قوله فُصِّلَتْ آياتُهُ أي بين حلالها و حرامها و أحكامها و
سننها بَشِيراً وَ نَذِيراً أي يبشر المؤمنين و ينذر الظالمين فَأَعْرَضَ
أَكْثَرُهُمْ يعني عن القرآن فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ وَ قالُوا قُلُوبُنا
فِي أَكِنَّةٍ أي في غشاوة مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَ فِي آذانِنا
وَقْرٌ- وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ أي تدعونا إلى
ما لا نفهمه و لا نعقله، فقال الله: قُلْ لهم إِنَّما أَنَا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ إلى قوله فَاسْتَقِيمُوا
إِلَيْهِ أي أجيبوه- و قوله وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ و هم الذين
أقروا بالإسلام و أشركوا بالأعمال