، ثم ذكر عز و جل عظيم
قدرته- و تفضله على خلقه فقال اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ
سَحاباً أي ترفعه فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَ يَجْعَلُهُ
كِسَفاً قال بعضه على بعض فَتَرَى الْوَدْقَ أي المطر يَخْرُجُ
مِنْ خِلالِهِ إلى قوله لَمُبْلِسِينَ أي آيسين فَانْظُرْ
إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها- إِنَّ
ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى و هو رد على الدهرية و قوله ظَهَرَ
الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ قال في البر
فساد الحيوان إذا لم يمطر و كذلك هلاك دواب البحر بذلك
و قال علي بن إبراهيم في
قوله اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ يعني من نطفة منتنة
ضعيفة ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً- ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ
قُوَّةٍ ضَعْفاً و هو الكبر
و قوله قالَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ- لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ
إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فإن هذه الآية مقدمة و مؤخرة- و إنما هي «و قال الذين أوتوا
العلم و الإيمان في [من] كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث
و قوله فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ- وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ أي لا يغضبنك،