29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا- وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ أي لا يختبرون
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ- انْطَلِقْ بِنَا نُبَايِعْ لَكَ النَّاسَ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَ تَرَاهُمْ فَاعِلِينَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَأَيْنَ قَوْلُهُ: الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا- وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ- وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
أي اختبرناهم فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا أي يفوتونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ- مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ قال من أحب لقاء الله جاءه الأجل وَ مَنْ جاهَدَ أمال نفسه عن اللذات و الشهوات و المعاصي فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ
و قوله:
وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً قال هما اللذان ولداه ثم قال: وَ إِنْ جاهَداكَ يعني الوالدين- على أن تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما- إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ- وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ رَاقِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيِّ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ أَنَّهُ سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» قَالَ الْوَالِدَانِ اللَّذَانِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمَا الشُّكْرَ- هُمَا اللَّذَانِ وَلَدَا الْعِلْمَ وَ وَرَّثَا الْحُكْمَ [الْحِلْمَ] وَ أُمِرَ النَّاسُ بِطَاعَتِهِمَا
ثم قال إلي المصير- فمصير العباد إلى الله- و الدليل على ذلك الوالدان- ثم عطف الله القول على ابن فلانة و صاحبه- فقال في الخاص «وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي يقول في الوصية و تعدل عمن أمرت بطاعته فَلا تُطِعْهُما»