و الوجه الثاني من صلاة
الخوف- فهو الذي يخاف اللصوص و السباع في السفر- فإنه يتوجه إلى القبلة و يفتتح
الصلاة- و يمر على وجه الأرض الذي هو فيه- فإذا فرغ من القراءة و أراد أن يركع و
يسجد- ولى وجهه إلى القبلة إن قدر عليه- و إن لم يقدر عليه ركع و سجد حيث ما توجه-
و إن كان راكبا أومأ برأسه.
و صلاة المجادلة
[المجاهدة] و هي المضاربة في الحرب- إذا لم يقدر أن ينزل، يصلي و يكبر و لكل ركعة
تكبيرة و يصلي و هو راكب
و منها صلاة الحيرة على
ثلاثة وجوه، فوجه منها هو أن الرجل يكون في مفازة- و لا يعرف القبلة يصلي إلى
أربعة جوانب، و الوجه الثاني، من فاتته الصلاة و لم يعرف أي صلاة هي- فإنه يجب أن
يصلي ثلاث ركعات و أربع ركعات و ركعتين- فإن كانت المغرب فقد قضاها، و إن فاتته
العتمة[1] فقد قضاها-
و إن كانت الفجر فقد قضاها- و إن كانت الظهر و العصر- فقد قامت الأربعة مقامها، و
من كان عليه ثوبان فأصاب أحدهما بول أو قذر أو جنابة- و لم يدر أي الثوبين أصاب
القذر، فإنه يصلي في هذا و في هذا فإذا وجد الماء غسلهما جميعا.
و أما قوله أَ لَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ- وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ
فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ فإنه كان وقع الطاعون
بالشام في بعض الكور[2]