«اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج- على كتابك و سنة
نبيك فإن عاقني عائق أو حبسني حابس فحلني حيث حبستني- بقدرتك التي قدرت علي» ثم
يلبي من الميقات الذي وقته رسول الله ص فيلبي و يقول «لبيك اللهم لبيك- لبيك لا
شريك لك لبيك- إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك- حجة [بحجة] بعمرة
تمامها و بلاغها عليك-.
فإذا دخل مكة و نظر إلى
أبيات مكة قطع التلبية و طاف بالبيت سبعة أشواط، و صلى عند مقام إبراهيم ركعتين- و
سعى بين الصفا و المروة سبعة أشواط ثم يحل- و يتمتع بالثياب و النساء و الطيب- و
يقيم على الحج إلى يوم التروية فإذا كان يوم التروية أحرم عند زوال الشمس من عند
المقام بالحج- ثم خرج ملبيا إلى منى فلا يزال ملبيا إلى يوم عرفة عند زوال الشمس،
فإذا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية- و يقف بعرفات في الدعاء و التكبير و
التهليل و التحميد، فإذا غابت الشمس رجع إلى المزدلفة فبات بها- فإذا أصبح قام
بالمشعر الحرام و دعا و هلل الله و سبحه و كبره- ثم ازدلف منها إلى منى و رمى
الجمار و ذبح و حلق، إن كان غنيا فعليه بدنة و إن كان بين ذلك فعليه بقرة- و إن
كان فقيرا فعليه شاة، فمن لم يجد ذلك فعليه أن يصوم ثلاثة أيام بمكة فإذا رجع إلى
منزله صام سبعة أيام فتقوم هذه الأيام العشرة مقام الهدي الذي كان عليه- و هو
قوله فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ- وَ
سَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ و ذلك لمن ليس هو مقيم
بمكة و لا من أهل مكة، أما أهل مكة و من كان حول مكة على ثمانية و أربعين ميلا
فليست لهم متعة و إنما يفردون الحج- لقوله ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ
حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ و أما قوله فَمَنْ فَرَضَ
فِيهِنَّ الْحَجَّ- فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِ فالرفث الجماع،
و الفسوق الكذب، و الجدال الخصومة، و هي قول «لا و الله و بلى و الله»
و قوله فَاذْكُرُوا
اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً قال