responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 63

لأنه نزل أولا «قَدْ نَرى‌ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ» ثم نزل «سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ- ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها» و ذلك‌

أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يُعَيِّرُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ يَقُولُونَ أَنْتَ تَابِعٌ لَنَا تُصَلِّي إِلَى قِبْلَتِنَا- فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ص غَمّاً شَدِيداً- وَ خَرَجَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يَنْظُرُ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ- يَنْتَظِرُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَ حَضَرَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ كَانَ فِي مَسْجِدِ بَنِي سَالِمٍ قَدْ صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع فَأَخَذَ بِعَضُدَيْهِ فَحَوَّلَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ «قَدْ نَرى‌ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها- فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ‌» فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَتِ الْيَهُودُ وَ السُّفَهَاءُ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها، وَ تَحَوَّلَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ بَعْدَ مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ص بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً- إِلَى الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ وَ بَعْدَ مُهَاجَرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ صَلَّى إِلَى الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ حَوَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْقِبْلَةَ إِلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ‌

ثم قال الله عز و جل‌ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ- لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ‌ يعني و لا الذين ظلموا منهم و «إلا» في موضع «و لا» و ليست هي استثناء- و أما قوله‌ وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً يعني أئمة وسطا أي عدلا و واسطة بين الرسول و الناس- و الدليل على أن هذا مخاطبة للأئمة ع قوله في سورة الحج «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ‌» يا معشر الأئمة «وَ تَكُونُوا أنتم‌ شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ‌» و إنما نزلت «و كذلك جعلناكم أئمة وسطا[1].

و قوله‌ إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ- فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما


[1]. و قد فصلنا القول في مثل هذه الكلمات في مقدمتنا، فعلى القارئ الكريم مراجعتها ج- ز»

اسم الکتاب : تفسير القمي المؤلف : القمي، علي بن ابراهيم    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست