وَ الْفَارِضُ الَّتِي قَدْ ضَرَبَهَا الْفَحْلُ وَ لَمْ تَحْمِلْ- وَ الْبِكْرُ الَّتِي لَمْ يَضْرِبْهَا الْفَحْلُ قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ- فاقِعٌ لَوْنُها أَيْ شَدِيدَةُ الصُّفْرَةِ تَسُرُّ النَّاظِرِينَ- قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ- إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ- قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ أَيْ لَمْ تَذَلَّلْ وَ لا تَسْقِي الْحَرْثَ أَيْ لَا تَسْقِي الزَّرْعَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها أَيْ لَا نُقَطَ فِيهَا إِلَّا الصُّفْرَةَ قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ هِيَ بَقَرَةُ فُلَانٍ فَذَهَبُوا لِيَشْتَرُوهَا- فَقَالَ لَا أَبِيعُهَا إِلَّا بِمِلْءِ جِلْدِهَا ذَهَباً- فَرَجَعُوا إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرُوهُ- فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ ذَبْحِهَا بِعَيْنِهَا بِمِلْءِ جِلْدِهَا ذَهَباً فَذَبَحُوهَا- ثُمَّ قَالُوا مَا تَأْمُرُنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ- فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ قُلْ لَهُمْ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا وَ قُولُوا مَنْ قَتَلَكَ فَأَخَذُوا الذَّنَبَ فَضَرَبُوهُ بِهِ- وَ قَالُوا مَنْ قَتَلَكَ يَا فُلَانُ- فَقَالَ فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ ابْنُ عَمِّيَ الَّذِي جَاءَ بِهِ- وَ هُوَ قَوْلُهُ فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها- كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى- وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
وَ قَوْلُهُ أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ- وَ قَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ- ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ الْآيَةَ) فَإِنَّمَا نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ وَ قَدْ كَانُوا أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ وَ كَانُوا مُنَافِقِينَ- وَ كَانُوا إِذَا رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ- وَ إِذَا رَأَوُا الْيَهُودَ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ- وَ كَانُوا يُخْبِرُونَ الْمُسْلِمِينَ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ مِنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَصْحَابِهِ- وَ قَالُوا لَهُمْ كُبَرَاؤُهُمْ وَ عُلَمَاؤُهُمْ أَ تُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ- لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَ وَ لا يَعْلَمُونَ- أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ- وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ أَيْ مِنَ الْيَهُودِ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ وَ كَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُحَرِّفُونَ التَّوْرَاةَ وَ أَحْكَامَهَا- ثُمَّ يَدَّعُونَ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ- ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا- فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ- وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ