قوله إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّهُ- الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ- ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ إلى قوله لَآياتٍ لِقَوْمٍ
يَتَّقُونَ فإنه محكم- و قوله إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا أي لا يؤمنون
به
وَ رَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ اطْمَأَنُّوا بِها- وَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ
آياتِنا غافِلُونَ قال الآيات أمير المؤمنين و الأئمة ع و الدليل على ذلك
و قوله إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ
بِإِيمانِهِمْ- تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ-
دَعْواهُمْ فِيها أي تسبيحهم في الجنة سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ
تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ قال بعضهم لبعض- و قوله وَ لَوْ يُعَجِّلُ
اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ- لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ
أَجَلُهُمْ قال لو عجل الله لهم الشر- كما يستعجلون الخير لقضي إليهم أجلهم- أي يفرغ
من أجلهم- قوله وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ
قاعِداً أَوْ قائِماً- فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ- كَأَنْ لَمْ
يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ قال دعانا لجنبه العليل الذي لا يقدر أن يجلس-
أو قاعدا الذي لا يقدر أن يقوم- أو قائما قال الصحيح- و قوله «فَلَمَّا
كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ- كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ» أي ترك و مر و
نسي- كأن لم يدعنا إلى ضر مسه- و قوله وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ
قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا- وَ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ يعني عادا و
ثمود و من أهلكه الله- ثم قال ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ
مِنْ بَعْدِهِمْ- لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ يعني حتى نرى فوضع
النظر مكان الرؤية و قوله وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ
قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ
بَدِّلْهُ- قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي- إِنْ
أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ فإن قريشا قالت لرسول الله ص ائتنا بقرآن غير
هذا- فإن هذا شيء تعلمته من اليهود و النصارى قال الله قُلْ لهم لَوْ شاءَ
اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ- وَ لا أَدْراكُمْ بِهِ- فَقَدْ لَبِثْتُ
فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ أي لقد لبثت فيكم
أربعين سنة- قبل أن يوحى إلي لم آتكم بشيء منه